أكثر ما يعانيه المخرجون المسرحيون هذه الأيام مع الممثلين في تدريباتهم المسرحية وهم يستعدون لمهرجان المسرح بالرياض، والذي سينطلق في منتصف ديسمبر المقبل، هو الهاتف الجوال أو ما يسمى الهاتف الذكي، والمعاناة تتمثل في استخدام بعض الممثلين الجوال أثناء التدريبات، وهم فئة قليلة غير ملتزمة بالتعليمات التي يطلبها المخرج من الجميع بعدم الاستخدام حتى لا تتقطع البروفة، وعن الجوال وبداياته تذكرت زماناً أول عندما كان الجوال عادياً خالياً من التطورات التقنية الحديثة، كنا نفتحه بعد ساعات الشحن أو بعد النوم، فنجد مكالمتين أو رسالتين أو يزيد قليلاً، الآن مع الهواتف الذكية، لا تدري ماذا تبدأ به من المكالمات أو الواتس أب أو تويتر أو الفيسبوك فضلاً عن السنابات والإيميلات والإنستغرام وغيرها من التطبيقات، هذه الهواتف سرقت أوقاتنا وهي بالفعل ذكية، لذلك سيطرت على غبائنا فتحكمت بنا، غيرت طريقة تفاعلنا مع العالم وأثرت على طريقة إدارتنا للوقت، مع وجود التطبيقات المتعددة والإشعارات المستمرة أصبح لدينا سهولة الوصول إلى الكثير من المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي في أي وقت، ومع ذلك فإن ذكاء الهواتف الذكية قد أدى أيضاً إلى تشتت انتباهنا وتشغيلنا بأمور غير ضرورية، يعتمد تأثير الهواتف الذكية على كيفية استخدامنا لها، إذا كان لدينا القدرة على تنظيم وقتنا وتحديد أولوياتنا، فإن الهواتف الذكية يمكن أن تكون أدوات مفيدة تساعدنا في التواصل والإنتاجية، وإذا كانت الهواتف الذكية تسيطر على حياتنا وتشغل وقتنا بأنشطة غير هادفة فقد تؤثر سلباً على تركيزنا وإنتاجيتنا، لذا من الضروري أن نكون واعين لأثر الهواتف الذكية على حياتنا اليومية، ونتعلم كيف نستخدمها بشكل مفيد ومسؤول، يمكننا اتباع بعض الإجراءات مثل تحديد أوقات للتفاعل مع الهواتف وتعطيل الإشعارات غير الضرورية وتحديد الأولويات في استخدام التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ في النهاية الهواتف الذكية ليست سبباً مباشراً لسرقة وقتنا أو التحكم فينا، إنها أدوات تكنولوجيا قوية تمنحنا الوصول إلى المعلومات والتواصل بشكل سهل وفعال، ومع ذلك فإن التحكم الذكي والواعي لاستخدام هذه الأدوات يعتبر أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على التوازن والإنتاجية في حياتنا اليومية، لذا ينبغي علينا أن نتعلم كيفية إدارة وقتنا وتحديد الأولويات وأيضاً أن نكون على دراية بتأثير تلك الأدوات على تركيزنا وتنظيمنا الشخصي، من المهم أن نضع حدوداً ونعين أوقاتاً مخصصة للتفاعل مع الهواتف الذكية، وأن نمارس الوعي والانضباط في استخدام التطبيقات والوسائل الاجتماعية.
باختصار الهواتف الذكية ليست مشكلة بحد ذاتها ولكن طريقة استخدامنا لها وتحكمنا فيها هي المفتاح، وعلى الممثلين بالمسرحيات المشاركة بمهرجان الرياض للمسرح المقبل أثناء تدريباتهم أن يكونوا واعين ومسؤولين في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الفائدة القصوى من التدريب، دون أن يدعوا الهواتف تسيطر على البروفة بشكل سلبي، فتكون بروفة لا يُقال عنها برافو.




http://www.alriyadh.com/2033437]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]