في الوقت الذي تزايدت قوائم المنتظرين لعمليات زراعة الأعضاء، وحالات الترقب والألم الصحية والاجتماعية، وقبل أن يتسرب اليأس لقلوب الكثيرين من أبناء وبنات الوطن، جاءت المواقف النبيلة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بزراعة الأمل في نفوس أبناء الوطن، حيث بادر القادة الكبار قامة وقيمة، بالتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء التابع للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، تلك الحالة الإنسانية الرائعة من قادة المملكة، مثلت نقطة انطلاق؛ لتشجيع المواطنين والمقيمين على السواء، على التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، وما أعظم تلك المبادرة، التي تمثل الحياة من جديد، وتزرع الأمل في الغد المشرق بإذن الله.
يعلم جميعنا أن مرضى الفشل العضوي النهائي يحظون برعاية واهتمام كبيرين من قادة المملكة، فكان موقفهم النبيل، لما لذلك من أهمية بالغة في منح الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد، امتثالًا لقول الله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا)، وتلك الخطوة سبقتها خطوات تشريعية وتنظيمية بدأها خادم الحرمين الشريفين بتأسيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء -المركز الوطني للكلى سابقًا-، استشعارًا منه لمعاناة مرضى الفشل الكلوي وتزايد أعدادهم، وأهمية توسيع دائرة التبرع بالأعضاء؛ لتشمل مرضى الفشل العضوي النهائي، وفتح باب الأمل أمام قوائم انتظار المرضى الذين تتوقف عملية تشافيهم على زراعة عضو جديد (قلب، كبد، كلى، رئة) وغير ذلك.
ولأهمية هذا الدور الكبير للدولة السعودية، حاولنا التواصل مع القنوات الإعلامية للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء، للتعرف على قوائم الانتظار، وأي الحالات تمثل الأكثرية، وما قام به المركز من جهود وعمليات زراعة، وأعدادهم، والمتابعة الدقيقة بعد عمليات الزراعة، ولكن للأسف لم نلق جواباً!
إننا لا ننكر على هذا المركز جهوده وغيره من المراكز المتخصصة، التي لها دور في حياة البشر، ولكننا لم نشاهد على أرض الواقع تحركات حثيثة من هذا المركز للتوعية بهذا العمل الجليل والاستعانة بالقنوات الإعلامية الوطنية، والآراء الدينية الرشيدة؛ لجذب متبرعين، أو تقديم رسائل إعلامية توعوية متخصصة في الرعاية بالأعضاء الحيوية السليمة قبل المصابة.
كان عليهم أن يثمنوا مبادرة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد في التسجيل ببرنامج التبرع بالأعضاء بالعمل الدؤوب؛ لإثراء تجربة التبرع بالأعضاء، لكونها تُعزز واحدة من أهم صور التكافل المعروفة عن المُجتمع السعودي، وتزيد من الوعي بمستويات الصحة العامة، وزيادة كفاءة القطاع الطبي في إجراء هذه العمليات المُعقدة والإسهام في رفع نسب نجاحها، لأن هذا العمل إذا كان إنسانياً في المقام الأول، شأنه شأن أي عملية علاجية تعيد للإنسان صحته، إلا أن هناك أبعاداً عالمية للاهتمام بهذا القطاع الحيوي، ونظرة العالم للمملكة والتطور العلمي والطبي، ومن ثم رفع القيمة للكوادر العلمية في المملكة، كما هو حاصل في مجالات طبية أخرى مثل فصل التوائم السيامية.. إننا في حاجة ماسة لفن زراعة الأمل.




http://www.alriyadh.com/2033446]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]