أن تكون على سجيتك يبقى حملاً ثقيلاً، وعبئاً طويلاً، بل إنه التعب بذاته - ممارسة السلوك الطبيعي قد يضعنا في قضبان الأذى خصوصاً عندما تواجه ذاك الآخر الذي يقفز فوق عالمك الطيب.. العجيب أن تكمن الراحة أحياناً في كونك شخصاً آخر مراوغاً، أو مختلفاً عما يشبهك.

تتعجب لذلك ‏الحنين الذي يغدو كسطور صماء، ممزقة المعنى، لا الغائب يستطيع قراءتها، ولا المشتاق يستطيع نطقها.

مؤكد أن الجميع يفقدون طريقهم من وقت لآخر، إنها الحيرة التي يخنقها الضياع من عدم إيجاد ذاتي أبداً، ويتركنا مستيقظين في عتمة الظنون يحاولون العودة إلى الضوء في محطات النوايا البيضاء لعلهم يجدون بعض الدروب للحياة.

مرات لا نستطيع قراءة كل الكتب التي نرغب قراءتها، المضحك أن السبب أحياناً هو ذلك التوجس الذي يجرنا نحو تقمص الأدوار المتحركة في صفحاتها، ونشعر بحالة الرغبة لنكون كل الأشخاص الذين نريد أن نكونهم في أسطر الروايات، نحاول أن نهوى الشعور بظلال الألوان والنغمات وتنوعات التجارب العقلية والجسدية الممكنة، الحقيقة أننا محدودون بالغرابة.

في الواقع من المفترض أنه كلما زادت الأسئلة أُرهقت علامات الاستفهام، وضاقت علامات الترقيم، حيث البحث عن الحكمة يحتاج الإبحار في بحر التساؤلات، وكثافة الغموض ليكتشف الحدث فالشجاعة في مواجهة الإجابات المرة، وتجاوز التلاشي المتوقع.

السطحية تعرج ممل يصيب الوعي يجعل صاحبه مضطراً للتلون، والالتفاف، والكذب لأنه سيخلو من المضمون، وسيمتلئ بالفراغ الذاتي فيتجه نحو متاهات الخبال والفشل.

قيمة الأشياء ومذاقها مرتبط عضوياً بقيمة الزمن والمكان غالباً لكننا نغفل عن قيمة المشاركة والتفاعل مع الآخر وملامسة نكهاتها، يصر بعضنا على المغالبة والمغالطة من خلال صناعة فوضى الحواس فتذوب قيمة هذه الأشياء.

مفارقة قد تبدو فيها الغرابة فمن يدرك أنه يتمتع بالعمق، يسعى إلى الوضوح ومن يحاول أن يبدو عميقاً، يسعى إلى الغموض، ومن يعتد الهذيان سيعركه التذكر، ويختزله النسيان.

الثقة قميص مخملي من ملابس العيد، وكثير من تبادل الحلوى اللذيذة في صناعة الفرح والسرور ولكن حين يمنحنا الناس ثقتهم الكاملة يعتقدون أنهم قد اكتسبوا بذلك الحق في ثقتنا قد يكون ذلك فعلاً ومرات قد يكون ظناً خاطئاً، أو مقابلاً غير مستوٍ.

إدمان الركض خلف الحدث هنا وهناك سيكون أكثر تعقيدًا تشتد الضرورة في النفس للبحث على عجل عما وراء ذلك الشيء الذي يحدث، عقلياً نفتش عن المُسبب الذي وراء هذا التعقيد.. والعقل لا يقنع بمجرد فرضية يُسكت بها سؤال كيف ظهر هذا الوقع.. لابد أن يكون السبب مناسبًا ويقبل العقل أن يكون هذا السبب مبررًا لكل شيء. فإثبات التسليم لله أمام كل حدث في هذا الكون المبهر هو الإثبات الوحيد الذي تطمئن له النفس وتهدأ.. فهناك دائمًا جوع فطري ضروري للخالق.

"تساؤل هناك أفكار وجدت لتبقى؛ لماذا ترسخ أفكار معينة بينما تموت أخرى؟ وكيف نحسّن من حظوظ نجاح الأفكار المهمة؟ نقطتان يناقشهما كل منتج لفكرة، حيث يماط اللثام عن طبيعة الأفكار التي تصمد وبنيتها، لتعرف أساليب مجرّبة لجعل تلك الأفكار تصمد، عبر خرق الطرق التقليدية الموضوعة، وابتداع "حالات حب استطلاع"، وتطبيق قاعدة "الملموس قابل للتذكّر"، لذلك، ولتعميم الأفكار على أشخاص آخرين وجعلها ترسخ في عقولهم، يجب العمل ضمن حدود القواعد التي مكّنت أفكاراً أخرى من النجاح، وابتكار أفكار جديدة وليس قواعد جديدة - وهذه القواعد الست يبحثها الكتاب بإسهاب مورداً أمثلة ونماذج على تطبيقها - وبغض النظر عن مستوى الابتكار الطبيعي لديكم، سيوضح كيف يمكن لمجهود بسيط مركّز أن يجعل أي فكرة قابلة للرسوخ والانتشار، ذلك أن الفكرة القابلة للرسوخ قادرة دائماً على إحداث الفرق، والقواعد الست هي السبيل إلى ذلك".





http://www.alriyadh.com/2033448]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]