وسط اهتمام المملكة بالقضايا المحلية للشعب السعودي، والحرص على تلبية احتياجاته، لم تنس القيادة الرشيدة القضايا ذات البعد الإنساني والوجودي للبشرية جمعاء، فتبادر بمناقشتها والتنبيه لخطورتها في المحافل الدولية، بهدف إيجاد حلول سريعة لها، في خطوة تعكس إيمان المملكة العميق بأن استقرار معيشة الشعوب حول العالم، واجب إنساني واجتماعي، ينبغي على كل دولة القيام به -طوعاً- لضمان حياة كريمة وآمنة للجميع.
صور اهتمام المملكة بالقضايا الدولية المهمة، أخذ أشكالاً متعددة، وشمل مجالات مختلفة، لا غنى للإنسان عنها في معيشته اليومية، وكان آخرها إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس منظمة عالمية للمياه، مقرها الرياض، هذا التأسيس لم يكن من فراغ، وإنما ارتكز على المكانة المرموقة للمملكة اقتصادياً وسياسياً وتنموياً، فضلاً عن إسهامها المستمر في تعزيز القضايا المتصلة بالمقومات الحياتية لسكان العالم، فضلاً عن استنادها على جهودها المحلية المستندة على تجارب عالمية رائدة في التعامل مع تحديات المياه وتطوير سياسات وممارسات إدارة مواردها، وما نفذته خلال العقود الماضية من مشروعات في كامل سلسلة إمدادات المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها.
ولعل المتأمل في تفاصيل إعلان المنظمة الدولية، يلحظ أن المملكة هدفت من ذلك، إلى تعزيز تكاتف المجتمع الدولي، وحشد التعاون العالمي في ملف المياه، البالغ الأهمية والحساسية، من أجل تأمين حياة أفضل للأجيال الحالية، وضمان مستقبل أفضل للبشرية، وليس هذا التوجه ببعيد عن مستهدفات رؤية 2030 على المستوى الوطني، وركائزها الخاصة بالابتكار والتمكين، وبناء الشراكات العالمية، وضمان جودة الحياة والتنمية الاقتصادية المستدامة.
الإعلان عن تأسيس منظمة عالمية للمياه، جاء في وقت مناسب، تزداد فيه التوقعات إلى تضاعف الطلب العالمي على المياه بحلول عام 2050م، نتيجة نمو سكاني، سيصل وفق تقديرات الأمم المتحدة إلى 9.8 مليارات نسمة.
وهنا يبرز حجم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها المملكة لنجاح مبادرة المنظمة الجديدة، وتعزيز قدرتها على إيجاد حلول سريعة لتراجع مصادر المياه العذبة في العالم، وانتشار الجفاف والتصحر والتلوث المائي، وخطورة الفيضانات التي ظهرت مؤخراً، وذلك عبر تدويل قضية المياه، وتسليط الضوء عليها.




http://www.alriyadh.com/2033772]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]