«الأحلام هي مجموعة من الصور والتخيلات التي يصنعها العقل خلال إحدى مراحل النوم والتي تسمى مرحلة حركة العين السريعة REM، وتشكل مرحلة حركة النوم السريعة حوالي 25 % من إجمالي وقت النوم، وتتميز بشلل عضلات الأطراف وحركة العين بسرعة باتجاهات مختلفة، وازدياد معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، هذا كله يحصل للجسم ونحن نحلم».
ربما هذا هو السائد والمتعارف عليه، وما يمكن أن تجده كمعلومات أولية عند بحثك عن «طريقة عمل الأحلام». لكن هناك سؤال يرتبط بالأحلام ذاتها وكيف تحدث لنا؟.
علماء النفس يربطونها بالعقل الباطن، وتفاعلاته، وكل ما هو مخزن به، منذ لحظات الولادة، وحتى يوم حدوث الحلم، لكن تلك الأحداث أو الصور أو القصص الكثيرة والمثيرة، والأحداث الدامية أو الأحداث الجميلة التي تظهر لك في الحلم إنما هي ذات ارتباط قوي بما تفكر فيه، فهناك صلة كبيرة بين ما يشغل بالك في عقلك الواعي، وبين ما يمكن أن تفكر فيه، وبين ما تعتقده وبين نشوء أو تولد الأحلام، لهذا نجد أن لدى مفسري الأحلام الذين عدد كبير منهم يعتبرون في عداد الدجالين -من وجهة نظري- إلا أن لديهم تقعيداً يربط بما أشرنا إليه، حيث يسمون ما تفكر فيه، ثم يظهر إليك في الحلم «حديث نفس»، بينما يفوت عليهم، ما تعتقده، أو تخاف منه، أو ما تتوقع حدوثه، ذلك القابع في عقلك الباطن، المرتبط بمخاوفك اليومية، المرتبط باعتقادك أن فلاناً يحقد عليك، أو علاناً يحسدك أو أنه يبيت لك أمراً ما، وهكذا، كل هذه الأمور يمكن لها أن تتجلى في الأحلام، وفي المقابل، عندما يظهر لك حلم ما، وتفزع منه، أو تقلق منه، وتظل تفكر فيه يوماً كاملاً من المرجح أن يعود إليك هذا الحلم مرة أخرى، سواء في اليوم التالي أو بعدها بأيام، ومن ثم إذا ظهر إليك مرة أخرى بت تتساءل: هل يكمن أن يكون وراء هذا الحلم رسالة ما؟ بينما حقيقة الأمر لا يشترط أن يكون هناك رسالة -إلا في حالات نادرة وقليلة جداً- وحقيقة الأمر أنك تعود مرة أخرى إلى انشغالك بالحلم الذي عاود الظهور، ولو أنك لم تفكر فيه، ولم تعطيه قيمة لما عاد ثانية، هكذا ينظر علماء النفس للأحلام، على رأسهم عالم النفس الشهير: «سيغموند فرويد»، وغيره، وما أورده في كتابه: «الأحلام»، يشير إلى بعض ما ذكرنا.
الأمر الذي يؤدي بالشخص الذي تكرر عليه الحلم إلى اللجوء لمفسري الأحلام لمحاولة معرفة الرسالة التي يتضمنها الحلم، صحيح أن هناك من المفسرين من لديه القدرة على تحليل المشاهد والأسماء التي وردت في الحلم، والربط بين الأحداث للوصول إلى بعض الحقائق المرتبطة بالشخص الحالم، لكنها ليست دائماً، وكأننا نعود للمثل الشهير: «كذب المنجمون ولو صدقوا».
لهذا أقترح على كل من راوده حلم وأشغله أو أقلقه، ألا يعيره اهتماماً، وسوف يجد في الغالب عدم تكرر هذا الحلم ثانية، أو إذا ألزمه الأمر، أن يجتهد في تفسيره بنفسه، دون اللجوء لأحد، لأن أولئك الأشخاص الذين يقومون بالتفسير هم أشخاص مثلنا، الفرق فقط في أن لدي بعضهم فراسة، واطلاع وقراءة جيدة لمعاني ورموز الأحلام، من أسماء وأماكن ذات دلالات معينة، كلها يمكن لك اليوم أن تعود إليها بنفسك عن طريق البحث عن تلك الدلالات في غوغل أو غيره من محركات البحث.
وللحديث بقية..




http://www.alriyadh.com/2033783]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]