سرقة المشاعر مصطلح يُستخدم لوصف سلوك يتمثل في استغلال أو انتهاك مشاعر الآخرين بطرق غير أخلاقية أو ضارة تشمل التصرفات غير الصادقة التي تستهدف إيقاع الآخرين في فخ العواطف، وتعتبر سرقة المشاعر ظاهرة شائعة في العلاقات الشخصية والاجتماعية، وقد تحدث في العديد من السياقات، بما في ذلك العلاقات الرومانسية، والصداقات، والعلاقات العائلية، وحتى في بيئة العمل، ولها تأثيرات سلبية على الأفراد مثل فقدان الثقة، والضياع العاطفي، والضغط النفسي، والشعور بالاستغلال.
الأدوات التي تتم بها سرقة المشاعر أولها الخداع؛ الذي يشمل إعطاء شخص صورة غير حقيقية عن النفس أو التلاعب بالمعلومات لكسب الثقة أو الانتفاع منهم. ومنها الاستغلال العاطفي عندما يستغل شخص آخر مشاعر شخص ما لصالحه الشخصي دون أخذ احتياجاته ومشاعره بعين الاعتبار، ومنها التلاعب العاطفي؛ الذي يشمل استخدام العواطف للتحكم في الآخرين أو السيطرة عليهم، سواءً عن طريق إثارة الشفقة أو الذنب أو إحداث الإحباط، ومنها الوعود الزائفة التي تتمثل في إعطاء الآخرين وعودًا لا يتم الوفاء بها، سواءً في العلاقات العاطفية أو العملية، ومنها الانتهاك العاطفي، ويشمل ذلك التصرفات العدوانية أو الاستخدام السلبي للكلمات أو العنف العاطفي الذي يؤدي إلى إيذاء الآخرين عاطفيًا.
وللتعامل مع سرقة المشاعر هناك بعض الاستراتيجيات؛ منها رفع مستوى الوعي العاطفي، والحفاظ على الحدود الشخصية، حيث لا تسمح للآخرين بالتدخل في مشاعرك أو استغلالها، والتعلم على كيفية قول "لا" عندما يتعارض طلب شخص ما مع حقوقك الشخصية، ومنها بناء الثقة في الذات وتعزيز الاستحقاق والاحترام والمعاملة اللائقة، والتحدث بصراحة في التعبير عن المشاعر والاحتياجات، وعدم تجاهلها بسبب الخوف من رد فعل الآخرين.
هذه الاستراتيجيات هي بداية للتعامل مع سرقة المشاعر؛ فلا بد من استكشاف المزيد من التقنيات والأدوات المناسبة للتعامل مع الظروف الفردية، ومن المفيد التحدث إلى متخصصين في العلاقات أو العلاج النفسي للحصول على المساعدة اللازمة؛ فالعلاج النفسي أو الاستشارة النفسية هي عملية تعاونية بين العميل والمعالج يهدفان إلى استكشاف وفهم التحديات النفسية والعاطفية والتعامل معها بشكل صحيح، ويكون العلاج النفسي يساعد الفرد على فهم دوافع وأسباب سرقة المشاعر وتأثيرها على حياتهم العاطفية من خلال التوعية بأنماط السلوك المضرة والعواطف المشوشة، يمكن للفرد أن يطور فهمًا أعمق للواقع ويكون أكثر استعدادًا للتعامل مع المواقف المشابهة في المستقبل. والعلاج النفسي يساعد الأفراد على تعزيز قدراتهم على التعامل مع العواطف بشكل صحيح وفعال. ويساعد في بناء الثقة في الذات وتعزيز الصورة الذاتية الإيجابية، حيث يعمل المعالج مع العميل على تحسين النظرة العامة للنفس وتعزيز قدرتهم على حماية مشاعرهم والتصدي لأشكال الاستغلال العاطفي، ويتعلم الفرد كيفية وضع حدود صحية والتعبير عن احتياجاته بوضوح، وكذلك كيفية التعامل مع الآخرين الذين يمارسون سلوك سرقة المشاعر.
يوفر العلاج النفسي بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر والمخاوف، ويمكن للمعالج أن يكون داعمًا ومتفهمًا، ويقدم الدعم العاطفي اللازم للتعامل مع الأثر النفسي لسرقة المشاعر، ويتم وفقًا لاحتياجات الفرد وظروفه الفردية، ويتضمن جلسات فردية أو جلسات جماعية، ويستخدم مجموعة متنوعة من النهج والتقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الاستنادي إلى المشاعر، والعلاج العائلي، والعلاج الذي يركز على التحول الشخصي، ومهما كانت الطريقة المحددة للعلاج النفسي من المهم أن يكون هناك تعاون بين العميل والمعالج لبناء علاقة ثقة تمكن الفرد من العمل على التغيير والتطوير الشخصي.




http://www.alriyadh.com/2035431]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]