يعيش بعض المتقاعدين ظروفاً إنسانية واجتماعية، تحتاج الالتفات إليها بمعالجات ومبادرات نوعية، ولعل المفردة الرائجة (مت.. قاعد) هي تعبير عمّا يعانيه المتقاعدون من تهميش ونظرة اجتماعية سلبية وكأن دورهم في الحياة انتهى بمجرد مغادرتهم الحقل الوظيفي.
المصاعب التقاعدية ليست على حد سواء، فهناك من يواجه صعوبات مالية خاصة إذا لم يكن لديه تخطيط مالي جيد أو مصدر إضافي للدخل، فقد يكون من الشاق عليه تلبية احتياجاته، فالراتب ثابت والأسعار في تزايد.
وهناك من يعاني من مشكلات صحية تتطلب رعاية طبية مستمرة باهظة التكاليف يعجز معظم المتقاعدين عن توفيرها في ظل عدم تمتعهم بتأمين صحي، كما يشعر بعضهم بالوحدة والعزلة الاجتماعية بعد تقاعدهم، خاصة من انحصرت علاقاته الاجتماعية في محيط العمل، وبالتالي فهم بحاجة إلى هوايات وأنشطة جديدة لملء فراغ الوقت والحفاظ على الشعور بالرضا والإشباع الشخصي.
إشكالية التعامل مع "التقاعد" كنهاية هو السبب الرئيس فيما يعانيه المتقاعدون من مصاعب اجتماعية، فالتقاعد الذي يعتبره البعض نهاية حياة، قد يمثل لدى البعض الآخر بداية مرحلة جديدة، يحقق فيها ما عجز عنه بسبب انشغاله الوظيفي.
ومن هنا يتوجب على المجتمع دعم أي جهد يصب في صالح المتقاعدين، كجزء من رد الجميل لمن أفنوا حياتهم في خدمة الوطن، ومن ذلك أن توظف الشركات جزءاً من مبادراتها الاجتماعية لدعمهم والتواصل معهم، إلى جانب اعتبارهم أولوية في المزايا والعروض، واستثمار كفاءاتهم وخبراتهم.
ولنتذكر جميعاً.. أن المتقاعدين هم أنا وأنت في المستقبل.




http://www.alriyadh.com/2035912]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]