مع استمرار التقدم التقني، تتطور أيضًا وسائل الإعلام من فجر الصحافة المطبوعة إلى صعود منصات وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم كل مرحلة من مراحل تطور وسائل الإعلام معها تحديات وفرصًا جديدة، اليوم نقف على أعتاب تحول ضخم آخر متمثل في عصر الإعلام الغامر والذي من خلاله يتم تقديم تجارب جاذبة وتفاعلية لتساهم بشكل فعال في تغيير نمط استهلاك المجتمعات للمحتوى الإعلامي.
وفقًا لتقرير صادر عن شركة برايس ووتر هاوس (PWC)، من المتوقع أن تصل قيمة قطاع الواقع الافتراضي (VR) إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2024، وعلى الجانب الآخر من المتوقع أن يتجاوز قيمة قطاع الواقع المعزز (AR) إلى 120 مليار دولار بحلول نفس العام. أما الشرائح المستهدفة بشكل رئيس لهذا النوع من المحتوى فهم جيل الألفية وجيل ما بعد الألفية (جيل زد) والذين يتميزون بتفاعلهم التقني العالي مشكلين أكثر من 60 ٪ من قاعدة مستخدمي التقنية.
يتمثل الفارق الرئيس بين أنماط الإعلام في درجة تفاعل الجمهور مع المحتوى، ففي الإعلام التقليدي يكون التفاعل أحادي الاتجاه، بينما في المحتوى الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي ثنائي الاتجاه، وعلى الجانب الآخر في منصات الإعلام الغامرة والتي تختلف باختلاف التقنية فهي مختلفة تماماً، حيث إن المحتوى يمكن مشاهدته في 360 درجة وهذا تحول ضخم في تاريخ البشرية ويستحق التأمل.
تعد أهمية الإعلام الغامر وبحسب عدد من الدراسات في درجة التأثير، فدرجة تأثير المحتوى الغامر أكبر بكثير من مختلف وسائل وأنماط المحتوى الدارجة اليوم من إعلام تقليدي ورقمي، وما يؤكد ذلك تقرير أصدرته منصة سناب شات أن 75 ٪ من سكان العالم سيكونون مستخدمين فاعلين لتقنية الواقع المعزز بحلول 2025م، بينما حالياً يصل عدد مستخدمي التقنية عبر المنصة 200 مليون مستخدم يومياً، وهو ما يوضح حجم التفاعل المستقبلي ودرجة نمو التقنيات الإعلامية.
ختاماً؛ وسائل الإعلام الغامرة ستعيد تعريف المشهد الإعلامي جنبًا إلى جنب مع التطورات التقنية السريعة الأخرى مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي وستكون التجارب الإعلامية المستقبلية أكثر تفاعلية وشخصية كونها تصل إلى درجة انغماس المشاهد (المستخدم) في المحتوى الإعلامي، وهو ما يتطلب بشكل رئيس الاستعداد للمرحلة القادمة من صناعة المحتوى وتدريب أجيال تساهم في تحقيق المستهدفات الإعلامية محلياً وإقليمياً وعالمياً.




http://www.alriyadh.com/2038288]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]