الحديث ليس عن الموقف العربي الإسلامي العالمي، حول الأحداث الجارية في غزة من حرب إجرامية يقوم بها الكيان الصهيوني، وأن الكل الآن يتحدث عما بعد القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض، ولكن الحقيقة تكمن فيما قبل القمة وليس بعدها، لأن المواقف الحقيقية هي التي اتخذتها الدول وأعلنت سابقا عنها، بل وتلتزم بها، وبالتالي في القمة لم يكن إلا تأكيدا على هذه المواقف، وإعلانا عنها وعن الإجراءات التي سيتم أو فعليا تم اتخاذها، هنا سأتحدث عن السعودية، فالموقف واضح وصريح ومنذ بدايات الصراع العربي الإسرائيلي، الذي تحول في فترة من تسعينيات القرن الماضي إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، باختيار الأخوة الفلسطينيين، وبموافقة دول المواجهة، ومباركة دولية بطبيعة الحال، ولكن السعودية قيادة وشعبا، استمرت على نفس النهج في دعمها ومساندتها، لأنه ما بعد الـ1991، الدعم السعودي أصبح على شقين، دعما للسلطة الفلسطينية، ودعما للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وأينما وجدوا، وهذا نهج انتهجته الدولة السعودية وما زالت مستمرة عليه.
لكن ما الذي حدث قبل القمة، وهنا لست بمعرض تناول ماذا حدث في غزة وكيف حدث ولماذا حدث، لأن الأمر كله الآن منصب على محاولة إنقاذ البشر والأخوة في غزة، حمايتهم ووقف هدر واستباحة دمائهم، وهذا ما أكده ولي العهد، وبلسان حال الشعب السعودي بالإجماع، إننا داعمون مؤيدون مناصرون، بل ودعونا وندعو الجميع إلى التعاون لتحقيق الهدف المنشود في حماية الناس في غزة، وليس الحديث فقط عن المعونات الإنسانية أو حتى المالية، لأن هذا الأمر لم يتوقف من قبل المملكة أبدا، بل الحديث حول تحفيز كل دول العالم على الضغط على إسرائيل لكي توقف العدوان، والتحفيز في بعض الحالات ولبعض الدول يكون بلغة القوة والتهديد.
يعلم سمو ولي العهد أن ما يحدث في غزة انما تراكمات، ولكنه لم يلتفت إلى أية خلافات سابقة، ولهذا فإن الفترة ما بعد الحرب على غزة ولوقت القمة، لم يكن لأحد في المنطقة أن يجمع هذه الدول في مكان واحد الا السعودية، فحتى الدول التي طبعت ووقعت اتفاقيات قديما وحديثا لم تستطع تجميع كل المناصرين لغزة وشعبها، ولهذا كانت الرياض هي الخيار الأمثل بل والوحيد، الذي اجتمعوا فيه وقرروا الدعم وكسر الحصار.
في المحيط الإعلامي سواء الموجه او الشعبي الآن، هنالك هجومان، الأول باتفاق الجميع على إسرائيل، والثاني ومن تحت الطاولة على السعودية، الأول مفهوم ومعلوم وحق وواجب، لكن الثاني، وإن كنا أمرا تعودنا عليه في مراحل حياتنا الزمنية، ولكن لا يمنع ان نعلن فقط اننا نعلم ونعلم جيدا من وراء هذه الحملات الإعلامية الموجهة ضدنا، لن نلتفت لهم نعم، ولكن عليهم ان يعلموا أننا دولة، ودولة مستقرة ولله الحمد، يريدون ان نعلن الحرب على إسرائيل، ان نوقف النفط، أن وأن ثم أن وأن...إلخ، من باب نقول لهم وأين حكوماتكم؟ وأنتم ماذا تفعلون خلف شاشات الجوالات؟ غباء بجهل ثم عمالة، هؤلاء يستسهلون الحرب، هؤلاء في بيوتهم وبين أولادهم سالمين مطمئنين آمنين، يطالبون الناس في غزة ان يستمروا في الحرب والموت والدمار والخوف والرعب، هؤلاء النوعية من الخونة بتعمد او بغبائهم وجهلهم، لو قطعت عنهم الكهرباء في دولهم لساعة من الزمن، لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها.
نقول للقيادة الرشيدة قولا واحد لا سواه، الوطن وأنتم، وسيروا ونحن من ورائكم نتبعكم، وأمامكم نحمي ونصد، اتباعا باقتناع، وسنكون كما عهدتمونا جنودا مخلصون للدين والوطن ولكم، وسنرد على كل من تسول له نفسه أو قلمه أو من يستأجرهم، ونبين للعالم الحقيقة كما هي، فمن حق وطننا علينا هذا، ومن حق العالم كله أن يعلم من نحن وكيف نحن.




http://www.alriyadh.com/2043844]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]