ما شهده المسرح السعودي مؤخراً من حراك غير مسبوق في مختلف مناطق المملكة ضمن مهرجان الرياض للمسرح، جاء نتيجة دعم وتمكين من هيئة المسرح والفنون الأدائية، إلى أن تتوج هذا الحراك بجهود المسرحيين السعوديين صانعي الإبداع والجمال، فالحراك المسرحي الذي شهدناه في المهرجان جعلنا أمام بشائر تستحق الانتباه والفخر، وهي بشائر جيل مسرحي جديد مبدع من شبابنا وبناتنا الذين أقبلوا على المسرح بشغف كبير، بادروا في ابتكار تجاربهم الفنية وصنعوا أملاً حقيقياً لازدهار مسرحي سعودي يوازي هذه النهضة، ويعد نجاح استراتيجيات وزارة الثقافة الرامية لصناعة مسرحية راقية في مناحي بلادنا، عكست ثقافتنا وحضارتنا وشاركت في النهضة الشمولية التي ارتفعت فيها جودة الحياة، ذلك عبر إبداع وفاعلية المجتمع لطالما كان المسرح السعودي حاضراً، مسرحنا اليوم يمضي في خطط تنموية لم نشهد مثلها سابقاً، وسوف يصنع مسرحنا بحول الله تجربة محلية وعالمية تحمل رسالة المسرح الخالدة في السلام والمحبة والثقافة، تنقل معها واقعنا العظيم وميراثنا الحضاري الضخم الذي كان في أحد تجلياته نوراً للعالم أجمع، بلا شك مهرجان الرياض للمسرح أتاح لنا الفرصة كمسرحيين في صناعة العمل المسرحي، وكيف تبلورت الفكرة لملف فني ثم لعمل مسرحي يشاهده الجمهور على مدار خمس ليالٍ لكل عمل على حدة من الأعمال الـ20 مسرحية، استفاد منها كل عمل باكتشاف شباب وبنات في مختلف العناصر الفنية، سواء من التأليف أو الإخراج أو التمثيل أو التصميم أو الإنتاج أو باقي عناصر العرض المسرحي، لذا آمل أن نرى في العروض الـ10 التي تأهلت لمسابقة المهرجان، أن لا يكون فيها انزلاق نحو التقليد الأعمى لمسارح الغير، فأقوى العروض هي التي تنطلق من بيئتها ومن هويتها، فمثل هذه العروض لا تجد رواجاً محلياً فحسب، بل تجد صداها العربي والعالمي إن سنحت لها الفرصة وشوهدت خارجياً، فالشعوب لديها اكتشاف الآخر دائماً ولديها رغبة معرفة تفاصيل ثقافة الآخر وهمومه وحياته الاجتماعية، كلمة حق أقولها عن الجهد المشكور من إدارة المهرجان برئاسة الفنان المعروف والأستاذ الأكاديمي عبدالإله السناني، والجهد المشكور من هيئة المسرح والفنون الأدائية ورئيسها التنفيذي الأستاذ الإعلامي الكبير سلطان البازعي، ونتمنى لجميع العاملين بالهيئة وإدارة المهرجان كل التوفيق ولكل المشاركين المسرحيين في هذا الحراك والحدث المسرحي السعودي.
ختاماً كلمات نصيحة للمسرحيين الذين لم يحالفهم الحظ للوصول للمرحلة النهائية بالمهرجان، أقول لك واحد: حين تخذلك الأشياء التي مسرحتها، لا تحاول أن تثق بها مجدداً، فقط حاول أن تثق بأنك تستطيع اعتلاء خشبة المسرح بدونها دون حزن أو ندم أو ألم، وابتسم لمن حولك وارضَ بقسمتك، حتماً ستصبح أفضل، فـ ألف مبارك للمرشحين للمرحلة النهائية من مراحل المهرجان ولمسرحنا السعودي هذا الحراك الذي جاء فيه "الحركة بركة".
http://www.alriyadh.com/2045615]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]