ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي تنتهك فيها حقوق الإنسان على المستوى الدولي، فمع إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يتزامن مع أحداث غزة التي لا حقوق للإنسان فيها، عطفاً على عشرات آلاف القتلى من المدنيين رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً بلا رقيب ولا حسيب، كون (إسرائيل) لا تعترف بالمعاهدات والمواثيق الدولية إلا ما يصب في صالحها، وأيضا لم تجد من المجتمع الدولي ما يردعها، بل على العكس رأينا من يؤيد أفعالها ويعطيها كامل الحق في اتخاذ أية قرارات مهما كانت نتائجها، تعتقد أنها تحقق أهدافها دون وضع أية اعتبارات إنسانية موضع الحسبان.
ما تقوم به (إسرائيل) في غزة ليس بالأمر الجديد عليها، والصمت الدولي المعلن أيضا ليس بجديد، فهي ارتكبت من المجازر بحق الفلسطينيين ما يشيب له الرأس، وكانت النتيجة واحدة كما هي الآن، فالمجتمع الدولي وقتها أيضا ظل صامتاً وكأن شيئاً لم يكن، فالذاكرة الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية ذات اتجاه واحد فقط، هو ما تقوله (إسرائيل).
دائماً ما كان المجتمع الدولي يؤكد على حقوق الإنسان، دائماً ما كان ينتقد التجاوزات ويرصدها، ودائماً ما كان تركيزه على دول (العالم الثالث) وما يحدث فيها، مع الكثير من المبالغة والتجني، رغم أن العالم (المتقدم) تحدث فيه انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان يتم التغاضي عنها، وربما تجاهلها لأسباب لا علاقة لها بحقوق الإنسان، هذا الأمر يقوض مصداقية المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، ويجعل من بياناتها دون قيمة؛ كونها تكيل بمكاييل عدة، تجعلها تحيد عن أهدافها التي أُنشئت من أجلها، ولنا فيما يحدث من انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان أدلة واضحة لا تقبل الجدل.




http://www.alriyadh.com/2048245]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]