شهدت صناعة السينما تحولًا كبيرًا، ويرجع ذلك إلى تأثير خدمات الفيديو حسب الطلب (VoD)، مثل: نتفليكس وأمازون برايم ومنصة أبل، على تشكيل مشهد إنتاج الأفلام والتوزيع ومشاهدة المحتوى، مما ترك تأثيرًا ملحوظًا على مختلف أصحاب المصلحة من منتجين وموزعين وعاملين في الصناعة، وجميعهم اليوم يتنقلون في هذه التضاريس الجديدة.
صنعت خدمات الفيديو حسب الطلب إمكانية وصول وراحة أكبر، حيث تقدم مجموعة واسعة من المحتوى للمشاهدين، وبفضل بعض التقنيات بإمكان مثل هذه المنصات تحقيق توصيات بناء على رغبات المشاهدين. وبحسب بعض الإحصاءات في العام 2021 شاهد 52 % من المشاهدين في الولايات المتحدة الأفلام من خلال منصات عرض الأفلام عبر الإنترنت، وهو ما أثر بشكل كبير على قطاع السينما وساهم في نمو كبير في سوق الترفيه المنزلي والمتنقل في الولايات المتحدة، والذي وصلت قيمته إلى 32.3 مليار دولار في عام 2021، بزيادة مقدارها 7 % عن العام السابق، ومن ناحية أخرى من المتوقع أن ترتفع قيمة سوق الفيديو حسب الطلب عالمياً من 82.77 مليار دولار في عام 2022 إلى 304.74 مليارات دولار بحلول عام 2030، وهو ما يعكس أهميتها والنفوذ الذي يمكن أن تحققه مثل هذه المنصات.
هذا التحول واضح أيضاً في نماذج الإنتاج، ففي العام 2021 تم إصدار ما يقارب من 180 فيلمًا عبر هذه المنصات، وبعض المنصات مثل منصة أبل تتيح استئجار الأفلام السينمائية للمشاهدة عبر منصتها، وفي حالات أخرى مثلاً في فيلم نابليون بونابرت أنتجته المنصة وعرضته في السينما وستتيحه في وقت لاحق في منصتها، وهو ما يعكس أمرين مهمين، الأول الانتشار والتوسع في المنصات الرقمية وقدرتها على المنافسة، والثاني -وهو الأهم- هو مستقبل هذه الصناعة الواعدة لا سيما أن المنصات تحقق تكلفة أقل للمشتركين من زيارة دور السينما وإيرادات أعلى للمنتجين نظراً لإمكانية المشاهدين من مشاهدة المحتوى في أي وقت، بعكس دور السينما.
بالنسبة لنا في المملكة لا بد من رسم استراتيجية لتأسيس منصات متنوعة للمحتوى تحت الطلب، ويمكن الاستفادة من تجارب العديد من الشركات التقنية العالمية الموجودة في بعض أسواق الأسهم العالمية بهدف النهوض بصناعة السينما السعودية ودعم المحتوى المحلي واستدامة الصناعة، وفي الوقت نفسه مثل هذه المنصات يمكن أن تكون جسراً ثقافياً يعمل على مسارين؛ الأول: تعزيز وصول السينما السعودية عالمياً، والثاني: التعرف على الثقافات الأخرى.. والأهم من كل ذلك إيصال رسالتنا للعالم من خلال هذه المنصات.




http://www.alriyadh.com/2050524]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]