استوقفتني الإعلانات التي انتشرت في مدينة جدة أثناء بطولة كأس العالم للأندية، ظهر فيها عدد من لاعبي الاتحاد وفي قلب الصورة كتب عليها "مدينة النمور" إشارة إلى رمزية النمور التي اشتهر بها نادي الاتحاد والمدينة إلى عروس البحر الأحمر جدة التي استضافت الحدث العالمي ونجحت في استضافته رغم حالة الحزن التي عاشتها نتيجة إخفاق فريقها البطل في بلوغ مراحل متقدمة من البطولة.
ولم يمض على إخفاق المشاركة العالمية أسبوع ليعود الفريق ويتعرض لنكسة جديدة في الدوري وخسارة تضاف إلى سلسلة الخسائر التي تعرض لها الفريق الاتحادي في الفترة الأخيرة وبدأت تشكل خطرا عليه في سلم ترتيب دوري روشن للمحترفين.
لقد بدا واضحا أن الاتحاد يدفع ثمن الإعداد السيئ والعناد بين أطراف النزاع في الاتحاد من إدارة المؤسسة غير الربحية وأعضاء جهة الاستحواذ في الشركة الربحية والجهاز الفني السابق بقيادة نونو سانتو والتجاهل الذي وجده النادي في الاستقطابات الصيفية وكانت سببا في هذا السوء الذي وصل له الفريق.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن الاتحاد في زمن المال دخل مواجهته الأخيرة أمام الرائد بخمسة بدلاء منهم حارسا مرمى نتيجة حالات غياب متعددة بين إصابات وإيقافات وعقوبات يدفع ثمنها الفريق الكروي ثم حالة طرد المدافع مد الله العليان في بداية اللقاء وكأن المصائب لا تأتي فرادى.
"إصابات بالكوم ما صارت إلا اليوم" ولكنها طبيعية ومتوقعة طالما أن الجهاز الفني اقتنع بأن فعاليات بناء الفريق الترفيهي في معسكر الطائف كاف لإعداد فريق لديه ست مشاركات بين محلية وخارجية، وفرجة إدارية على أخطاء وقع فيها المدرب المقال دون حسيب ورقيب.
إخفاق في البطولة العربية تبعه إخفاق المشاركة العالمية، والقادم أكثر ما لم يتحرك الاتحاديون لإنقاذ ناديهم بتشكيل إدارة إنقاذ تعيد تصحيح المسار داخل النادي وتحديدا الفريق الكروي، وكما كتبت الأسبوع الماضي فإن رحيل أنمار الحائلي حان وقته، والتأخير أكثر من ذلك سيضر النادي، فالرجل قدم كل ما لديه واستمراره مضيعة للوقت.
ولسوء حظ الاتحاد أنه وفي زحمة الإصابات والإيقافات سيواجه واحدا من أقوى الفرق هذا الموسم فريق النصر الذي لن يجد الاتحاد في ظروف أسوأ من هذه الظروف لالتهامه وبنتيجة كبيرة لرد اعتباره من إخفاقات حدثت في سنوات مضت قريبة كان الاتحاد متفوقا فيها على النصر.
مواجهة مرهقة ومقلقة للاتحاديين خوفا من كارثة قد تحل على ناديهم فيما لو "فش النصر غله" في الاتحاد لأنه عندئذ سيدخل الفريق في دوامة ونفق مظلم لن يكون من السهل الخروج منه وقد يحدث ما لا يحمد عقباه.
نقطة آخر السطر:
أرأف بحال مدرب الاتحاد غوياردو والوضع الصعب الذي يمر به مع فريقه الكروي، ولكن صراحة أعجبني في تعامله الانضباطي مع اللاعب عبدالرحمن العبود واستبداله للاعب كريم بنزيما عندما وجده سلبيا في مواجهة الرائد، وهذا بلا شك أول خطوة نحو عودة الاتحاد للمسار الصحيح.
الصراعات تستمر في الاتحاد بين أطراف ليس همها إلا مصالحها الشخصية، لم تصدق خبرا لسقوط الفريق لتفرغ أحقادها وغضبها وتضرب استقرار البيت الاتحادي.




http://www.alriyadh.com/2050570]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]