في هذا الوقت بالذات التي ظهرت فيه تطبيقات على السوشل ميديا تتطلب أن يقدم الكاتب محتوى احترافياً مختصراً، وبات الاختصار، والاختزال «ستينوغرافي» نمطاً بدأ يتسيد الساحة بشكل عام، وهنا لا أقصد ـ كل أنماط الكتابة ـ وإنما النمط المرتبط بكتابة الأفكار أو الخواطر السريعة، كذلك ظهر خلال العقدين الماضيين نمطاً إبداعياً في مجال القصة، يسمى: ق. ق. ج ويعني: القصة القصيرة جداً، التي لا تتجاوز كلماتها الخمسين إلى المئة كلمة، وربما أقل أو أكثر من ذلك بقليل، أيضاً القصيدة القصيرة جداً.
ومع ذلك كله نجد كتاباً لا يزالون إلى يومنا هذا يكتبون عناوين كتب، من المطولات، التي قد تصل لدى البعض إلى 10 عشر كلمات، وهو الأمر الذي لا يحتمله عنوان كتاب مهما تطلب الأمر، حيث إن العنوان يجب أن لا يتعدى ـ من وجهة نظري ـ 3 كلمات للكتاب الإبداعي، بخلاف طبعاً كتب الأبحاث أو الدراسات العلمية، لأن الأطروحات العلمية ـ مثل رسائل الماجستير والدكتوراه، لا تخضع لهذه الجوانب الفنية، بل إنها تستند إلى معايير علمية تستدعي كتابة العنوان بكلمات حسب سؤال الدراسة الرئيسي، الذي يمثل مشكلة البحث، ويتطلب الإجابة عليها عبره.
ولو عدنا إلى بعض العناوين الصحفية لدى بعض الصحف الثقافية، سنجد أنها باتت اليوم تعاني نفس المشكلة، حيث يوجد عناوين شاهدتها في بعض الصحف ـ تكاد تكون مقدمة خبر ـ حيث تتجاوز عدد كلماتها الـ 15 كلمة، هذا الأمر يثير لدينا الجدل الدائر حول المهنية الصحفية، ومهنية صناعة المحتوى عموماً، وما آثارته وسائل التواصل الاجتماعي، من ضياع في هذا الجانب بالذات لدى الصحافة الإلكترونية.
مما يتطلب منا المزيد من العمل الجاد في هذا الجانب بهدف تجويد الكتابة عموماً، لتصبح كتابة احترافية معتمدة على المهنية العالية.




http://www.alriyadh.com/2050907]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]