في 2018 كتبت "سنة أولى حديد" كانت بدايتي الفعلية لممارسة تمارين المقاومة بمعدل أربعة/ خمسة أيام من كل أسبوع حتى تاريخ هذا المقال، تعلمت خلال هذه الأعوام أن ممارسة هذا النوع ليس مهما لتحقيق الفوائد الجسمانية فقط إنما للعقل والنفس معا فأنت تختار حملك وأوزانك بإرادتك تزيدها وتنقصها كيفما تشاء، تحمل بيديك البار الأولمبي وترفعه تارة فوق كتفيك وتارة فوق رأسك وتارة تنزله لأسفل قدميك وكأنك تهوي بحملك ثم ترفعه بسهولة، شعور رائع يدركه جيدا من عاشه. وفي الوقت الذي كانت النساء تتحاشى فيه هذا النمط من التمارين ويتجهن للتمارين الهوائية متوسطة الحركة كنت والكثيرات من محيطي نرى أن المقاومة مهمة حتى لكثافة العظام والوقاية من الوهن للأعوام التي تبدأ أجسادنا فيها بالذبول والتراجع بحكم التقدم البيولوجي الذي لا يجامل أحدا، فالاستعداد لهذه اللحظات لا يأتي بالتمني أو حتى باللجوء لمقصات التجميل والمكملات لكن بناء الجسد لا يتحقق إلا مع بناء العقل بالمعرفة والوعي والعقلانية والكثير من الواقعية بعيدا عن الأحكام والتكهنات.
الذي حدث أنني أصبت بالفعل لأول مرة في الشهر الأخير أثناء أداء أحد هذه التمارين المفضلة لدي وتجاهلت الإصابة، حتى تفاقمت واضطررت الذهاب إلى الطبيب واتجهت مباشرة للزميل الخلوق الدكتور الاستشاري فواز المطيري من جامعة الملك سعود وهو أحد أبرز الأسماء في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري وقد سبق أن أجريت معه بالفعل عملية جراحية تكللت بالنجاح قبل عام وهو نموذج للأطباء السعوديين الذين نفخر بهم، أخبرته بالفعل بما حدث فطلب أن أتوقف بشكل مؤقت عن أي تمارين تجهد عضلات الرقبة كالدفع لأعلى أو التمرين الشهير الرفع الروماني الذي يدمنه عدد من الرياضيين وأنا أحدهم، وقال إن هناك بالفعل بعض التمارين التي يفضل ألا يجريها الشخص إلا بمرافقة مدرب شخصي أو أن يكون ذا مستوى متقدم في حالتي للأسف كنت شاردة الذهن ولعل هذا الشرود دفعت ثمنه صحيا لكن الحمد لله على تجدد العافية في أبداننا والحمد لله على نعمة الأطباء والعلاج الميسر في وطننا الغالي.
لماذا أشارك قصتي اليوم؟ لأنني أعلم أن الكثير من مرتادي الأندية من الجنسين قد يتأخرون بالفعل بالتشخيص مما يؤدي لتفاقم المشكلة، ولعل الشعور الداخلي بالقوة يجعل الإنسان بالفعل يستخف بأوجاعه، بل أدعو إدارات الأندية وملاكها في أن يفتحوا قنوات تواصل مع المستشفيات لعمل دراسات طويلة وممتدة لسنوات لرصد أنواع الإصابات ومقارنتها بين الجنسين كل الفئات العمرية، وبالتأكيد دراسة العوامل الاجتماعية التي تساهم أو تحد في مشاركة الناس من عدمها. وبخلاف القاعدة الفجة التي تقول إن جسدك هو نتاج 70٪ مما تأكل 30٪ مما تتمرن أقول ومن تجربة سنوات لا تصدقوها!، ولا تكتفوا بشكل واحد في الوصول لنمط حياة صحي فالتنوع مهم، ولعلها فرصة لأذكر بمبادرة وزارة الصحة (امش ثلاثين) لكن ضيفوا لها 15 دقيقة لتصبح 45 كحد أدنى يوميا. جودة الحياة ليست صندوق حلوى يقدم إلينا؛ هي أسلوبنا نحن واختياراتنا الشخصية التي قد نظن بأنها صغيرة لكنها بالفعل مؤثرة وبشدة.
أخيرا، فإن الحركة بالفعل بركة والصحة كنز نسأل الله ألا يحرمنا منها وإياكم.. دمتم بنشاط وسعادة لا تنتهي.




http://www.alriyadh.com/2050915]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]