لن أضع أرقاماً ومعلومات، أريد فقط أن أكتب عن فرحي وابتهاجي، الفرح بهذا الزخم، بهذا النشاط، بهذا الحب، بهذا الإيمان. الفرح بالأفلام السعودية التي قبل فترة وجيزة لم تكن تحقق أي مدخول، إلا فيما ندر، وكنا، نحن عشاق السينما، نتساءل، هل ستنجح السينما السعودية، أم ستظل حلماً في رؤوس العاملين فيها؟ ويا للبهجة، تحقق الحلم، وهاهو شباك التذاكر يعلن للجميع أنها نجحت، وأنها تحقق أرباحاً لم يكن المتفائلون قبل المتشائمين يظنون أنها ممكنة. وقبل أن نتحدث عن المستوى الفني، نتحدث عن الأرباح، لأنها مهمة، لأنها هي التي ستمكننا من تحقيق الفن الذي نسعى إليه، السينما صناعة في النهاية، وكي تنجح الصناعة لابد أن تحقق أرباحاً تدفع بالعجلة إلى الأمام، ولا أعني أننا لم نحقق مستوى فنياً عالياً، ولكن أقول: إننا نجحنا في إثبات أن السينما السعودية قادرة على جذب المشاهد السعودي، قادرة على دفعه للخروج من بيته ودفع ثمن التذكرة والجلوس في قاعة مدة ساعتين أو أكثر لمشاهدة حكاية سعودية يرويها ممثلون سعوديون ويقوم بإنتاجها وإخراجها شباب سعوديون. نعم. تحقق الحلم. شكراً للشباب السعودي.
كان يتكرر دائماً أن الفيلم السعودي الوحيد الذي نجح في شباك التذاكر كان شمس المعارف للأخوين قدس، وبدأ القلق والخوف على السينما الوليدة، لكن السينمائيين السعوديين كانوا على قدر التحدي، ولم ننتظر طويلاً، نجح سطار بعد سنتين من شمس المعارف في جذب عدد أكبر من المشاهدين، وتصدرت أعمال أخرى وحققت النجاح والأرباح بعد ذلك، منها الهامور ح. ع، ومسامير. ومندوب الليل الآن وأنا أكتب، وأتوقع نجاحاً باهراً لفيلم الأخوين قدس الجديد الذي شاهدته في مهرجان البحر الأحمر ولم يصل بعد لدور العرض. أتحدث هنا عن النجاح الجماهيري في صالات السينما، لكن إذا أردنا أن نتحدث عن الأفلام السعودية بشكل عام فقد شاهدت أفلاماً استمتعت بها، وبهرت بمستوى التمثيل والإخراج فيها والأفكار الجديدة التي تطرحها. أعجبت بالفكرة في فيلم عبد، والخيال والفانتازيا في فيلم طريق الوادي، والجرأة في فيلم ناقة، والأجواء في فيلم هجان. هذه فقط أمثلة، وعذراً لما لم أذكر لأنني لم أشاهده بعد. وأعترف بانبهاري بالمستوى الذي وصلت إليه أفلامنا.
شكراً لكل من يساهم في تطور السينما السعودية، شكراً لكل الرواد، شكراً من القلب لكل من عمل ويعمل في الفيلم السعودي، شكراً لكل منتج، مخرج، ممثل، وكل من خلف الكواليس، الذين سمعوا قلقنا وخوفنا وتذمرنا، واستمروا، مدركين أنهم سيصلون، وسيقدمون الأفضل الذي يرتقي إلى مستواهم الحرفي، ومستوى ذائقتنا. شكراً..




http://www.alriyadh.com/2050916]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]