العنف لا يولد سوى العنف، حقيقة لا تقبل الجدل، العنف المفرط غير المبرر الذي تستخدمه إسرائيل في قطاع غزة سيقابله عنف آخر حتى وإن لم يكن آنياً، فالغضب الممزوج برغبة الانتقام لمن فقدوا أهاليهم وأقاربهم وأصدقاءهم وأيضاً منازلهم سيكون حاضراً وبقوة في ذاكرتهم، وسيدفعهم إلى استخدام العنف كوسيلة للتعامل مع من تسبب في فقدهم لكل شيء تقريباً.
ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية لا علاقة له بأي نوع من أنواع المنطق أو الفكر السياسي الذي يفترض أن تكون حساباته شاملة دقيقة لكل المراحل الآنية والمستقبلية، هذا الأمر لا علاقة له بما تقوم إسرائيل به، ولا تضع أي اعتبار لما سيكون عليه المستقبل، فالحرب وإن طالت فلن تدوم إلى ما لا نهاية، عندها ستواجه تلك الحكومة من العواقب ما تعرف أنه سيكون، خاصةً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يريد إطالة أمد الحرب لأنه يعرف تمام المعرفة ما سيواجهه بعد توقفها، يعرف أنها النهاية لمستقبله السياسي والشخصي أيضاً، فالتهم الموجهة إليه والتي يحاول بكل ما أوتي من قوة تأجيلها ستكون بانتظاره.
ما يحدث في غزة غير عادي، فالمجازر اليومية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق العزل الأبرياء دون أن يتمكن المجتمع الدولي الحد من وتيرتها المتزايدة حتى وليس إيقافها، ستكون وصمة عار على جبينه دون أن يستطيع أن يمحيها على مر الزمن، فقتل النساء والشيوخ والأطفال أمر لا تقره الشرائع ولا الأعراف ولا القوانين ولكنه يحدث في غزة.




http://www.alriyadh.com/2051271]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]