كثيراً ما نردد كلمة عقلي تعبان أو مزدحم بالأفكار المجهدة، وهذا شعور شائع جدًا هذه الأيام؛ نتيجة لمستويات التوتر العالية ونمط الحياة المتطلبة والمزدحمة، ما يجعل عقولنا تشعر بالإرهاق التام وعدم القدرة على العمل بشكل صحيح مما يستنزف عقولنا.. وهو حالة من التعب تحدث عند استنفاذ مستويات الطاقة في الدماغ نتيجة للإجهاد والتوتر لفترات طويلة.
اليوم ووفقاً للأبحاث الحديثة فإن الإفراط في تحفيز الدماغ قد يضعف من القدرات المعرفية ويؤثر هذا على الإنتاجية والمهارات واتخاذ القرار وقدرات الذاكرة. على سبيل المثال، يجعل الدماغ قليل التركيز سواء في المهام المنزلية البسيطة حيث تبدو مرهقة. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤثر فترة التوتر المزمن على الصحة النفسية مما يجعنا نشعر بالإرهاق والانزعاج والانفصال والتجنب... ويؤثر الإرهاق العقلي طويل الأمد أيضًا على الحياة المهنية حيث يؤدي إلى الإرهاق في مكان العمل وعدم الإيمان بالقدرات الشخصية وانخفاض الرضا الوظيفي.
اليوم يعتبر الإرهاق العقلي أمرًا غير جيد حيث تتطور أعراضه تدريجيًا ولا يتم ملاحظتها دائمًا.. وفي أغلب الأحيان تظهر هذه المشكلات على شكل مشكلات عاطفية مختلفة ويتطور حيث يجعل الجهاز العصبي الودي في وضع القتال أو أن هناك خطراً، وهذا يجعلنا في حالة شعور بالفراغ والركود، وفي حالة من الضعف واللامبالاة والانفصال عن الأصدقاء وزملاء العمل ويمكن أن يعزلنا تدريجيًا عن الأشخاص في حياتنا.. ويتطور هذا الشعور عندما يشعر عقلك باستنزاف الطاقة إلى حالة من الذعر المستمر أو القلق بشأن المستقبل وهذا الشعور بالقلق الزائد عن الحد الطبيعي يعتبر دائمًا بمثابة جرس إنذار يخبرنا أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام.
اليوم عندما تكون مرهقًا عقليًا، يبدو التغلب على التحديات أمرًا مستحيلًا تقريبًا... وهذا النقص في القوة الداخلية والثقة يجعلك أقل مرونة في مواجهة الضغوطات الحادة.. ويمكن للشخص الذي يفتقر إلى المرونة العاطفية أن ينهار بسهولة تحت ضغط أي مهمة عمل صعبة.. فانخفاض المرونة يجعلنا نرى تحديات العمل أو الحياة بمثابة فشل وتدهور وليست فرصة للتعلم والنمو.
اليوم يفضل أن نركز على الأدوات التي تجلب السعادة من خلال وضع أهداف وخطة رعاية ذاتية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتنا وتوفير المزيد من المعززات التي نحن نصنعها والانخراط في بعض الممارسات اليومية التي تجلب لنا السعادة الحقيقية ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة التأمل أو التنفس.. وكذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كونها من أفضل الأدوات لتقليل آثار التعب العقلي.. وأيضاً يجب اتخاذ خطوات لإعادة ضبط ساعة النوم فتحسين نومك يخفف من القلق والتوتر، ويقلل من أعراض الإرهاق العقلي.. وعموماً التعب العقلي هو حالة يمكن إدارتها والتغلب عليها عن طريق إجراء تغييرات صحية في حياتنا وأفكارنا وسلوكياتنا.. ولنجعل بداية السنة المقبلة 2024 بداية للتحول نحو الصحة النفسية.




http://www.alriyadh.com/2051244]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]