أشار مساعد الرئيس الروسي، مكسيم أوريشكين، الثلاثاء الماضي، إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تفكيك أوروبا من خلال قتل صناعاتها، لافتاً إلى أن واشنطن بعد ذلك سوف تتوجه للأسواق الآسيوية.
وركز أوريشكين بشكل خاص على صناعات السيارات الألمانية، التي رأى، أنها سوف تصبح من الماضي، وأن مصير مرسيدس وبي إم دبليو، خلال الـ10 أعوام المقبلة، هو التلاشي كما تلاشت سيارات فولفو التي بيعت إلى الصين. فهذه الأخيرة، هي التي سوف تسيطر على أسواق السيارات في المستقبل. فالماركات التي تنتجها الصين سوف تزيح تدريجياً أشهر السيارات من الأسواق في العالم.
وتوقع مساعد الرئيس الروسي، ليس بلا أساس، فهو يتفق مع التقرير الجديد 2024، الصادر عن مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال البريطاني سيبر، CEBR. ففي هذا التقرير يتوقع المركز أن يتحول اقتصاد الصين إلى أضخم اقتصاد في العالم عام 2038، أي بعد 15 عاماً تقريباً من الآن. وبهذا، فإن الصين لن تصبح في عام 2030، مثلما توقع المركز في تقريره السابق 2023، أضخم اقتصاد في العالم. وهذا التأخر قد يعود جزء منه إلى الجهود التي يبذلها أضخم اقتصاد في العالم، حتى الآن، لعرقلة تقدم المنافسين له.
وبصفة عامة فإن الاصطفاف الاقتصادي في العالم عام 2038 سوف تطرأ عليه تغيرات، تجعله مختلفاً عما هو عليه الآن. ففي هذا العام، اصطفت: الولايات المتحدة، الصين، ألمانيا، اليابان، الهند، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، البرازيل وكندا، باعتبارها أكبر 10 اقتصادات في العالم، على الترتيب. أما بعد 15 عاماً، فإن أكبر 10 اقتصادات سوف تكون: الصين، الولايات المتحدة الهند، اليابان، ألمانيا المملكة المتحدة، فرنسا، البرازيل، كوريا الجنوبية وكندا. ومثلما نرى، فإن هناك 4 دول حافظت على موقعها هي اليابان، المملكة المتحدة، فرنسا وكندا. أما البقية، باستثناء الولايات المتحدة وألمانيا اللتين تراجع ترتيبهما، فقد تحسنت مواقعها. وبلدنا يعتبر من ضمن البلدان التي سوف تحافظ على موقعها عام 2038.
ويلفت النظر في هذا التقرير التغير الذي سوف يطرأ على مجموعة الـ20، حيث ستصبح بنغلاديش من ضمن هذه المجموعة، عندما يصل ترتيب اقتصادها عام 2038 إلى 20. أما فيتنام، فإنها سوف تكون المرشح القادم لدخول هذا النادي، حيث إن ترتيب اقتصادها عام 2038 سوف يكون 21.
إن النظام العالمي في طريقه للتغير، والعامل الاقتصادي، هو من أهم العوامل التي سوف تدفعه بسرعة للانتقال إلى مرحلة جديدة. ولذلك فإن توقعات أوريشكين قد لا تكون مستبعدة. ولكن الأهم، أن بلدنا الذي يتطور بسرعة، سوف يتمكن من حجز الموقع الذي يستحقه، ويأخذ المكانة التي نصبو إليها جميعاً. فكل عام وبلدنا، وأنتم أعزائي القراء بألف خير.




http://www.alriyadh.com/2051217]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]