في وقت مبكر جداً من نشأتها، التزمت المملكة بمبدأ الشورى منهاجاً أساسياً ينطلق منه نظام الحكم في البلاد، ليس لسبب سوى أن هذا المبدأ إسلامي، يستمد مشروعيته من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، ويتم من خلاله تبادل الآراء، ووجهات النظر في قضية من القضايا، واختبارها من قبل أصحاب الرأي والخبرة، وصولاً إلى القرار الصواب، وأفضل الآراء، من أجل تحقيق أحسن النتائج.
يضاف إلى ما سبق أن «الشورى» في الإسلام، ليست خاصة بنظام الحكم، ولكنها تطرق كل الميادين والمستويات، ولا سيما الاجتماعية منها، وهي سمة من سمات المسلمين، ومن هنا، أُسس مجلس الشورى في المملكة، عند دخول الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى مكة المكرمة عام 1924م، وخلال عقد من الزمان، مر المجلس بمراحل عدة، حتى وصل إلى شكله الحالي.
اليوم، يقوم مجلس الشورى بدور كبير ومحوري في الحياة العامة داخل المملكة، من خلال لجانه الـ15 المتخصصة، ويتعاظم هذا الدور مع توسع البلاد وكثرة المشاريع التي جاءت بها رؤية 2030، وبلغ نشاط المجلس ذروته في أعمال السنة الثالثة للدورة الثامنة، عندما عقدت هذه اللجان في السنة الشورية الماضية 305 اجتماعات، حضر مناقشتها 514 مندوباً من كبار مسؤولي الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمختصين والمهتمين والزائرين، في إطار حراك استثنائي، الهدف منه تطوير المملكة، وتعزيز تقدمها وازدهارها، اعتماداً على العلم والتخصص والرؤية الثاقبة التي يتمتع بها أعضاء المجلس.
وخلال العام ذاته، عملت لجان المجلس المتخصصة على دراسة ما يفد إليها من تقارير سنوية للأجهزة الحكومية وأنظمة، ولوائح، واتفاقات، ومعاهدات، ومقترحات، وذلك باعتبارها ركائز أساسية في مجلس الشورى، يعول عليها قبل صنع القرارات، وتعتمد هذه اللجان عملها بتراتبية سلسة ومرنة، وتستقبل في اجتماعاتها الرئيسة عدداً كبيراً من كبار المسؤولين في الأجهزة الحكومية عند دراسة موضوعاتها المحالة إليها من أجل الاستئناس بآرائهم، ومناقشتهم فيما تتضمنه تقارير الأداء السنوية لتلك الجهات، قبل أن تحيلها للمجلس بعد دراستها.
المشهد العام في مجلس الشورى اليوم، والحراك الذي يشهده خلال سنوات الرؤية، يعكسان رغبة المملكة والقيادة الرشيدة، في تحقيق كل تطلعات الرؤية، وأحلام الشعب السعودي، في العيش بكنف دولة قوية متطورة، لا تتوقف فيها مسيرة العمل والإنتاج، لا ينضب فيها حبل الأفكار والاقتراحات، لتحقيق المزيد من التقدم النوعي والازدهار الشامل.




http://www.alriyadh.com/2051410]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]