جاءت الخماسية التي سجلها لاعبو النصر في مرمى الاتحاد لتبرهن على سوء الحالة الإدارية قبل الفنية والعناصرية في الاتحاد، فهي جاءت لتصادق على سلسلة من تراجعات حامل لقب الدوري والتي كانت أعراضها ظهرت منذ معسكر الطائف، والذي خرج منه «العميد» كأضعف فرق الدوري استعداداً للموسم.
وعلى الرغم من البداية المقبولة للفريق في الدوري، إلا أنه كان واضحاً صعوبة سير الفريق بذات الرتم الذي كان عليه في الموسم الماضي، خصوصاً مع تسرب الأنباء عن تدهور العلاقة بين نونو سانتوس وبقية عناصر المنظومة، ليأتي كأس العالم للأندية ويصادق على تدهور الأوضاع في وقت كانت فيه الأنظار تتجه لرئيس الاتحاد أنمار الحائلي الذي توارى عن الأنظار ولم يظهر إلا بعد الفوز على أوكلاند سيتي النيوزيلندي، وهو الفريق المتواضع.
ليس الحائلي وحده من يتوارى عن الأنظار عند الخسارة، ويظهر فارداً عضلاته عند الفوز، فهو ليس إلا مثالاً على كثير من رؤساء الأندية السعودية، لكن ذلك لم ينطبق على بعض الرؤساء ومنهم رئيس الهلال فهد بن نافل الذي ظهر وكتب تغريدة شهيرة قطع بها كل الأقاويل حول علاقة فريقه بالبرتغالي خورخي جيسوس ليضمن استقرار الفريق الذي بدأ بتقديم مستويات متصاعدة حتى تصدر الدوري بفارق مريح عن النصر.
لا يمكن قياس نجاح رؤساء الأندية بالبطولات وحدها، فالحائلي كان محبوباً عند الاتحاديين وهو ينقذ الفريق من الهبوط ويعيده لمنصات التتويج، لكن ذلك لم يكن كافياً لمنع الاتحاديين من مطالبته بالاستقالة، وهو الأمر ذاته الذي حدث عندما خسر الهلال أمام الأهلي المصري في كأس العالم قبل عامين، لكن الفرق بين الرئيسين أن ابن نافل تصدى للتحديات وأدار الأزمة بنجاح وعاد ليظهر بطلاً أمام أنصار ناديه، في حين لم يحرك الحائلي ساكناً، بل إنه وقبل اختفائه لم يختر التوقيت الصحيح لإنهاء العلاقة مع نونو سانتوس.
تتطلب إدارة الأزمات في الأندية شجاعة لمواجهتها وقدرة على الاعتراف بالخطأ، فالاتكاء على منجز سابق لن يعفي الرئيس من الوقوع تحت ضغط الجماهير والمطالب بالاستقالة، فهذه هي طبيعة وخصوصية العمل الإداري الرياضي ومن لا يدرك ويحتمل هذه الخصوصية فلا مكان له في هذا الوسط.




http://www.alriyadh.com/2051357]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]