قرأت في (العربية نت) دراسة بعنوان (ما هو الوقت الأسوأ خلال اليوم للعمل، دراسة جديدة تجيب).
أوضحت نتائج هذه الدراسة أن ساعات ما بعد الغداء تعمل على إبطاء نشاط معظم الأشخاص، واتفق 71 % من العمال على أن وقت ما بعد الظهر هو أسوأ وقت للعمل حيث تنخفض الإنتاجية بين الساعة الثالثة والساعة السادسة مساء؛ وفقا للدراسة التي شملت أكثر من عشرة آلاف موظف ومدير تنفيذي، الدراسة تشير إلى توصية من الخبراء للموظف الذي يشعر بالتعب بعد الظهر أن يأخذ استراحة قصيرة للتغلب على الكسل، أو يؤجل العمل السهل لفترة ما بعد الظهر.
في الواقع لم تكن نتائج هذه الدراسة مفاجئة؛ وهذا يفسر كيف أن ساعات العمل كانت تبدأ في وقت مبكر وخاصة الأعمال التي تحتاج إلى جهد بدني، كما يفسر أن وجبة الغداء أثناء العمل تكون خفيفة بالنسبة للموظفين الذين تمتد ساعات عملهم حتى الفترة المسائية، كما يفسر أيضا أن ساعات العمل في بعض الدول وخاصة في القطاع العام تبدأ في الساعة السابعة والنصف وتنتهي في الثانية والنصف وتكون وجبة الغداء الثقيلة في البيت وقد يعقبها قيلولة طويلة رسخت كعادة اجتماعية لها ظروفها ونتائجها التي هي الأخرى تحتاج إلى دراسة، خاصة أن بعض الأطباء يرون أن ساعات النوم الطويلة بعد وجبة غداء ثقيلة غير صحية.
العوامل المؤثرة في هذا الموضوع تختلف من بلد لآخر ومنها عامل الطقس، والعادات الغذائية، والعادات الاجتماعية، وثقافة المجتمع بشكل عام.
الأمر الذي أعتقد أنه متفق عليه هو أن فترة الصباح هي الأفضل بالنسبة للتركيز الذهني والإنتاجية وهي الوقت المناسب أيضا للفعاليات التي تتطلب الحيوية والطاقة والتركيز مثل الاجتماعات والندوات والمؤتمرات. ويلاحظ أن بعض المنظمات تتبع أسلوبا إداريا ثابتا هو عقد اجتماعات صباحية قصيرة يومية في أول ساعات العمل على مستوى المديرين أو على مستوى رؤساء الأقسام وهي بلا شك اجتماعات تتضمن إيجابيات كثيرة.
ويلاحظ مؤخرا - على عكس نتائج الدراسة - أن بعض المنظمات تعقد لقاءاتها العلمية وندواتها واجتماعاتها في وقت متأخر بعد وقت الظهر بعد أن يكون المشارك فيها مجهدا فكريا وجسديا خلال ساعات العمل.
في الوقت الراهن أصبحت بعض المنظمات في كثير من الدول تبدأ ساعات العمل فيها متأخرة وتستمر حتى آخر النهار، وهذا تنظيم يحتاج إلى دراسة لمعرفة إيجابياته وسلبياته على الأفراد والمجتمع والعوامل المرتبطة فيه من الناحية الصحية والعائلية والاقتصادية.
نتائج الدراسة المشار إليها متوقعة؛ رغم أن عينة الدراسة صغيرة جدا، ولن يكون مفاجئا لو وصلت النسبة إلى 90 % في اعتبار وقت ما بعد الظهر هو أسوأ أوقات العمل، فهل من حلول مستقبلية - وخاصة بعد ثورة التقنية - لتنظيم جديد لساعات العمل؟.




http://www.alriyadh.com/2051488]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]