أنهى الهلال العام الميلادي 2023 مستقبلًا العام الجديد بفوزٍ جديد، مواصلًا سلسلة انتصاراته بـ20 انتصاراً على التوالي، ومحافظًا على سجله هذا الموسم دون خسارة في أي مباراة رسمية، ومتمسكًا بالفارق النقطي بينه وبين أقرب منافسيه النصر الذي سيتحتم عليه أن يكون قد كسب التعاون مساء أمس ليحافظ على فارق النقاط السبع بينه وبين الهلال.
لم تكن مباراة الفيحاء سهلة على الهلال لأسباب منها أنَّ الهلال نفسه لم يكن في أفضل حالاته فنيًا وذهنيًا، وهو أمر متوقع أن يكون عليه الفريق في بعض المباريات التي سيكون الأهم فيها أن تكسب النتيجة مهما كانت حالتك الفنية، ومهما كان خصمك متحفزًا لتعطيلك بترسانة من المدافعين والمحاور الدفاعية، والفوز في هذه النوعية من المباريات وعدم التعثر فيها له أهمية قد لا يتصورها الكثيرون في حسابات الدوري.
الأكيد أنَّ الأصعب قادم بالنسبة للهلال إن هو اتكأ على ما حققه في نصف المشوار ونسي الهلاليون أنَّ هناك نصفاً آخر يحتاج لمضاعفة الجهد وترتيب الصفوف وتقويتها ببعض العناصر؛ لأن المنافسين بدورهم سيتخذون بعض الخطوات في هذا الجانب، ولا أقصد بالمنافسين هنا أصحاب المركز الثاني والثالث والرابع؛ بل أقصد أنّ معظم فرق الدوري ستتقوى مع بداية يناير، وتعالج بعض نقاط ضعفها، وإذا بقيت أنت على نفس قوتك وعناصرك ولم تعالج بالمقابل بعض نقاط ضعفك فهذا يعني أنك ستخوض في النصف القادم من مشوار الدوري مباريات أكثر صعوبة وتعقيدًا، خاصة مع زيادة ضغط المشاركات، وتداخل البطولات (دوري، كأس، آسيا)، إضافة إلى أنَّ هدف إعثار الهلال وتعطيله سيكون هدفًا معلنًا لجميع فرق الدوري بغض النظر عن مراكزها ومكاسبها ووضعها في المنافسة، فالجميع سيبحث عن بطولة تعطيل الهلال، ومحاولة إرضاء جماهيره، وكل لاعب أو جهاز فني أو إداري سيبحث عن تحسين وتلميع صورته إعلاميًا عبر محاولة إسقاط البطل الذي عجز الجميع عن إسقاطه حتى الآن؛ لذلك ستكون كل مباراة للهلال بعد فترة التوقف مباراة صعبة، وسيجد الهلال هذا الشغف الذي أظهره الفيحاء ولاعبوه ومدربهم بتعطيل الهلال، وسيجد لاعبو الهلال في كل اللقاءات القادمة مع كل الفرق الأخرى مثل هذه الشراسة والحدة والقتالية التي استحضرها فجأة لاعبو الفيحاء.
جيسوس منح لاعبي الهلال إجازة لمدة أسبوعين خلال فترة التوقف التي ستمتد إلى 6 أسابيع تقريبًا، وهي إجازة مستحقة ومبررة للاعبين الذين بذلوا وأعطوا كل ما لديهم خلال الفترة السابقة؛ لكنها إجازة لا يجب أن يستمتع بها صانع القرار الهلال الذي سيبني على ما يفعله ويقرره في هذين الأسبوعين الكثير من النتائج، وما حققه الهلال حتى الآن لا يجب أن تنسي صانع القرار الفني في الفريق حاجته لظهير أيسر يكمل جمال المنظومة كبديل للمصاب نيمار، وضرورة التعاقد مع لاعب آسيوي مميز بديلًا للبرازيلي ميشايل؛ حتى يستفيد الفريق من كامل نصاب أجانبه في دوري أبطال آسيا، خصوصًا في ظل انخفاض عطاء ميشايل وعدم قدرته على مواكبة مستويات المجموعة، وفي ظل وجود الشاب المميز محمد القحطاني الذي أكاد أجزم أنه كان سيفرض نفسه في القائمة الأساسية لو أنه منح الفرصة التي منحت لميشايل في الفترة الماضية.




http://www.alriyadh.com/2051494]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]