مع كل مهرجان مسرحي يقدم القائمون عليه نشرة إعلامية مرافقة لفعاليات المهرجان، وهو ما حدث بمهرجان الرياض للمسرح الذي نظمته هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة مؤخراً خلال الفترة «13 حتى 24» ديسمبر الماضي، وفي أي نشرة لا بد من الحضور النقدي المقروء للعروض والمادة الإخبارية والآراء والصور واللقاءات السريعة، وهذا ما أخفقت فيه النشرة الإعلامية اليومية « فضاءات الرياض للمسرح « بالمهرجان، والتي توشحت بلون السواد من الغلاف للغلاف !! ما جعل قراءة النشرة حالة حزن وسط الفرح !! نشرة لم ترتقِ لمستوى الحدث لافتقارها لذوي الخبرة الإعلامية في التحرير والإعداد والإخراج وليست لديهم الخلفية الصحفية الثقافية والفنية، بالتالي فقرت مادتهم الإخبارية عن الضيوف لكبار الفنانين المدعوين من داخل وخارج المملكة، وكذلك أخبار أبرز الفنانين المشاركين، وفقرت الصورة المتميزة والعناوين الجاذبة، خاصة في الأعداد الأولى من النشرة التي تخللتها صفحات فارغة من المحتوى ومرتبكة في الإخراج الفني، هذا جانب والجانب الآخر الجلسات النقدية التي تعقب كل عرض مسرحي بالمهرجان والتي تشرح وتوضح القيمة الفكرية والفنية لمحتوى العرض المسرحي، إلى جانب النشرة أخفقت إدارة المهرجان في اختيار مديري الجلسات، والذين ظهروا قليلي الخبرة والتجربة، فظهرت إدارة الجلسات دون تحضير جيد عن المشاركين الأساسيين القارئين للعرض المسرحي، لم يقدموا نبذة عنهم ولم يقدموا نبذة عن مؤلف ومخرج العمل، اكتفوا بدور نقل المايكروفون من شخص إلى آخر مما جعل الممارسة النقدية في حالة من الارتباك والفوضى، وبالتالي غاب النقد وحضر المديح والتبجيل، ففي الجلسة الأخيرة عن آخر عرض تصاعدت الهجمات الكلامية ضد المنتقدين من بعض الحضور أمام مسمع ومرأى مدير الجلسة الذي وقف ضد كل من انتقد العمل وكأنه يريد المديح ولا شيء غيره!. وبرغم هذا وذلك لا ننكر بأن المهرجان أوجد حراكاً مسرحياً شهده المسرحيون بالمملكة، مما جعلهم أمام بشائر تستحق الفخر والشكر، وهي بشائر جيل مسرحي مبدع من شبابنا وبناتنا الذين أقبلوا على المسرح بشغف كبير، وبادروا في ابتكار تجاربهم الفنية وصنعوا أملاً حقيقياً لازدهار مسرحي سعودي يوازي النهضة السعودية، ويعد بنجاح الإستراتيجية الرامية لصناعة مسرحية راقية تزدهر في مناحي بلادنا تعكس ثقافتنا وحضارتنا، وتشارك في النهضة الشمولية التي ترتفع فيها جودة الحياة.
ختاماً لهذا المقال أقول وبصدق إن مهرجان الرياض للمسرح عمل جبار لهيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة، ومن يعرف الإنصاف ويدرك منجزات وطنه يقول كلمة الحق بأنه عمل استثنائي، فكل الشكر والتقدير لسمو وزير الثقافة وللرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية ولمدير المهرجان، والشكر موصول لكل من عمل ونظم وأشرف واستقبل من أجل المشاركين وضيوف المهرجان .




http://www.alriyadh.com/2051704]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]