لم يمضِ على بداية العام الجديد سوى يومين إلا وافتتحته آلة الحرب الإسرائيلية بعملية تعدت الحدود الفلسطينية إلى لبنان، فقامت باغتيال قياديين فلسطينيين، وإن لم تعترف إسرائيل بقيامها بعملية الاغتيال فإن أصابع الاتهام تشير لها دون غيرها، تلك العملية هي تصعيد للموقف في المنطقة قد لا تحمد عقباه، يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع، ويزيد من تأزم الموقف ويعقده، ويبعد الوصول إلى حلول توقف نزيف الدم المتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى يومنا.
بعملية الاغتيال تلك تصبح أية جهود تحاول إيجاد حل لوقف إطلاق النار دون جدوى، وسيكون التصعيد العسكري سيداً للموقف، وتستمر دوامة الحرب، ويسقط المزيد من الضحايا الذين قارب عددهم على الاثنين وعشرين ألفاً جُلّهم من النساء والأطفال، ودون شك سيرتفع العدد في الأيام المقبلة عطفاً على التطورات الحاصلة والتي ستحصل دون شك وربما ترتفع وتيرتها وربما ستزداد موجة العنف المتبادل.
من الواضح أن ساسة إسرائيل يريدون استمرار الموقف على ما هو عليه، كون ذلك يصب في مصلحتهم دون غيرهم، مستغلين الموقف الدولي الضعيف الذي بكل تأكيد ساهم في استمرار آلة الحرب في حصد المزيد من الأرواح، وأيضاً في عدم استجابة إسرائيل لأية نداءات لإيقاف الحرب ولو لمدد محددة، فإسرائيل تعتبر نفسها فوق القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية التي لا تعترف بها، هذا الأمر يجعل أية حلول سياسية غير قابلة للتحقق بل بعيدة جداً، فالساسة الإسرائيليون لديهم أهداف يريدون تحقيقها رغم أن تحقيقها غير مؤكد، فبالإضافة إلى قتل المزيد من الفلسطينيين يريدون تهجيرهم وإبعادهم من أراضيهم إلى غير رجعة في عملية تتنافى مع القيم الإنسانية، وتخالف كل ما وضع من قوانين متعلقة بهذا الشأن.
بعد عملية الاغتيال يوم أمس دخلنا مرحلة جديدة من الصراع نعرف كيف بدأت ولا نعرف متى أو كيف ستنتهي؟.




http://www.alriyadh.com/2051906]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]