بدعوة كريمة من وزارة الإعلام لكوكبة من رؤساء التحرير بالصحف المحلية وكُتاب الرأي في المملكة، تشرفنا بالاجتماع مع معالي الأستاذ سلمان الدوسري وزير الإعلام ومعالي الأستاذ فهد الجلاجل وزير الصحة يوم الاثنين الموافق الأول من يناير 2024.
هَدف الاجتماع إلى إطلاع الحضور على أبرز الإنجازات التي تحققت بالقطاع الصحي بالمملكة منذ انطلاقة رؤية السعودية المباركة في عام 2030 وخطط التطوير المستقبلية.
ببداية الاجتماع لَفت وزير الصحة الانتباه إلى ضرورة تحري الدقة في تداول المعلومات المرتبطة بالقطاع الصحي بشكلٍ عام، وبمتحورات فيروس كوفيد 19 المستجد بشكلٍ خاص، منبهاً على أهمية الحرص على الحصول على المعلومة من الجهات والمصادر الرسمية، سيما في ظل انتشار الأخبار المغلوطة حول المتحورات، وبالذات خلال موسم الشتاء، مؤكداً في ذات الوقت على سلامة الوضع الصحي بالمملكة في عمومه وما يتعلق بتلك المتحورات وأنه لا داعي للقلق تماماً، كون وزارة الصحة والجهات المعنية ذات العلاقة تتابع سلوك المتحورات عن كَثب سواء تلك المرتبطة بفيروس كورونا أو بغيره من الفيروسات وتتبع الإجراءات الوقائية اللازمة وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.
وعلى جانب آخر تحدث معالي وزير الصحة عن برنامج تحول القطاع الصحي ومدى ارتباطه وعلاقته بكافة مكونات الصحة العامة، وسعيه إلى تسهيل وصول المستفيدين من الخدمات الصحية بالسهولة والمرونة المطلوبة، والرفع من جودة الخدمات الصحية بالمملكة، عبر تطوير وتحسين الخدمات الصحية المقدمة من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية بما في ذلك تعزيز التحول الرقمي الصحي، مع التركيز على الوقاية قبل العلاج، والحفاظ على صحة الإنسان داخل وخارج أسوار المستشفى، وكذلك تعزيز مستوى السلامة على الطرق.
فكرة برنامج تحول القطاع الصحي تستند إلى الفصل بين دور المشرع والمراقب والمنظم للخدمات الصحية وبين مقدم الخدمة، وهذان الدوران كانت تقوم بهما وزارة الصحة لعقود طويلة من الزمن منذ إنشاء أول نواة لتقديم الخدمات الصحية بالمملكة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في عام 1925 تحت مسمى "مصلحة الصحة العامة" والتي كان مقرها مكة المكرمة.
هذا الفصل بين المهام، سَيمكن الوزارة من التركيز بشكلٍ أفضل مما مضى على حوكمة وتجويد خدمات الرعاية الصحية التي تُقدمها المنظومة الصحية، بما في ذلك ضمان استدامتها، إضافة إلى تعزيز مفهوم الوقاية الصحية، وفقاً للمثل المشهور القائل "الوقاية خير من العلاج".
فكرة برنامج تحول القطاع الصحي تقوم على إنشاء تجمعات صحية والتي هي عبارة عن مجموعة منشآت تقدم الرعاية الصحية بمستويات مختلفة مثل مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات العامة والتخصصية والمدن الطبية، بحيث تكون هذه المكونات مترابطة ومتكاملة مع بعضها البعض لتشكل تجمعا صحيا مسؤولا عن الرعاية الصحية لعدد من المستفيدين في نطاق سكاني محدد.
ومن بين مسؤوليات التجمعات الصحية، أيضاً تعزيز مفهوم الاستثمار في سلامة صحة الإنسان وليس بعلاج الأمراض، من خلال اتباع سبل ووسائل وقاية مبتكرة Prevented Measurements تميل أكثر إلى التحوط المُسبق للأمراض قبل حدوثها من خلال مراكز الرعاية الأولية القريبة من التجمعات الصحية التي ستكون مسؤولة مسؤولية مباشرة عن صحة السكان بالمنطقة التابعة للتجمع، عبر المتابعة المستمرة لحالتهم الصحية، وإجراء الفحوصات الدورية المبكرة للمستفيدين والتعاون مع الجهات المعنية الأخرى لخلق بيئة أكثر صحية تحت رعاية وزارة الصحة. البرنامج يَسعى أيضاً بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة إلى التحسين من الظروف المحيطة بالمنطقة التي يقع فيها التجمع، بحيث تصبح ملائمة للعيش فيها بصحة أفضل، فمثلاً من بين مهام البرنامج ضمان السلامة المرورية بالمنطقة المحيطة بالتجمع منعاً للحوادث المرورية التي قد تتسبب في إصابات أو في وفيات -لا قدر الله- مما سيؤثر سلباً على سلامة الصحة العامة.
ختاماً: أشكر معالي وزير الصحة على حديثه الجميل والمقنع للغاية في نفس الوقت عن منظومتنا الصحية وطمأنته على متانتها وعلى مستقبلها الواعد والزاهر، كما وأشكر أيضاً معالي وزير الإعلام على تبني وزارة الإعلام لمبادرة أكثر من روعة جَمعت رؤساء تحرير الصحف وكُتاب الرأي بمسؤولين رفيعي المستوى بأجهزة الدولة لاطلاعهم على وضع الجهاز الحكومي وأبرز ما حققه من إنجازات إضافة إلى خططه المستقبلية وذلك من باب تعزيز الشفافية بما يحقق طموحات المستفيدين من خدمات الرعاية الصحية وفقاً لمستهدفات رؤية السعودية الطموحة 2023.




http://www.alriyadh.com/2052092]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]