تتزايد آثار أزمة المناخ والتدهور البيئي في العالم، ويعد ذلك أحد أبرز التحديات التي يعيشها العالم بما تحمله من تهديد لأمن الإنسان واقتصاده، ذلك في وقت تتنادى فيه دول العالم للتصدي لهذه الأزمة وإيجاد مجموعة من الحلول الوقائية لمواجهة مخاطر التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية وتعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة والصديقة للبيئة.
وفي ظل ما يعيشه العالم من مخاوف مناخية، تبرز أهمية دور المبادرة (السعودية الخضراء) في مكافحة تغير المناخ، وتحسين نوعية الحياة وحماية البيئة؛ لقيادة الحقبة الخضراء المقبلة داخل المملكة وخارجها، والتي ترسم التوجه السعودي المساهم في حماية الأرض والطبيعة وفق عمل ممنهج يتشارك فيه العالم، فمبادرتا «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر» تتضمنان غرس 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود المقبلة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يؤدي إلى زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، ويمثل إسهام المملكة بأكثر من 4 % في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 % من المستهدف العالمي لغرس ترليون شجرة.
ومن المقرر أن تعمل المملكة على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 % من مساحة أراضيها التي تقدر بـ(600) ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17 % من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
وتستهدف مبادرة «السعودية الخضراء» تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 % من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشروعات الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 % من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشروعات في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات عن المرادم إلى 94 %، إلى جانب العديد من المبادرات الهادفة لحماية البيئة.

وفي خضم هذا الحراك يأتي تشكيل مجلس أمناء مؤسسة المبادرة الخضراء، برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن المؤكد أن المجلس سيكون له دوره الإيجابي في الذهاب إلى أبعد مدى ممكن لتحقيق أهداف «المبادرة الخضراء» مساهماً بذلك في قيادة المملكة للعالم نحو مستقبل أكثر استدامة.




http://www.alriyadh.com/2052222]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]