عالم الأسرة عالم جميل لأنه عالم يسوده الحب والتكاتف والتواصل، عالم ممتع لما فيه من تنوع في الصفات والرغبات والقدرات رغم العيش في بيئة واحدة. الفروق الفردية داخل الأسرة أمر إيجابي يضفي الحيوية ويفتح المجال أمام طرق مستقبلية متنوعة، ويطرد الملل.
الأسرة في الغالب تكتسب القوة وتعيش سعيدة بعوامل كثيرة منها أساليب التربية المتبعة، والعلاقة بين الأب والأم، والوضع الاقتصادي، والعلاقة بين جميع أفراد الأسرة.
توصف عاده بيئة العمل الإيجابية بأن فريق العمل يعمل فيها كأسرة واحدة، لأن الأسرة هي المثال الجميل في الترابط والدعم والاحترام والعدل والأهداف المشتركة. هذا لا يعني خلو الأسرة من بعض الإشكالات أو المشكلات بسبب ظروف الحياة المتغيرة وعدم القدرة أحياناً على التكيف معها، أو بسبب أخطاء تربوية.
من الأخطاء التربوية التي يقع فيها الكبار رغبتهم في أن يكون الأطفال نسخة منهم، ومنها المقارنات بين الأبناء، أو عدم العدالة في التعامل معهم. ومنها كثرة التوجيه والنقد والنصائح التي تجعل الأبناء لا يحرصون على الجلوس طويلاً مع الوالدين. ومن الأخطاء أيضاً عدم تعويد الأبناء على المشاركة والاعتماد على النفس في عمر مبكر، وغياب مفهوم الحقوق والواجبات نظرياً وعملياً. وفي عصر التقنية تؤدي المبالغة في استخدام الأجهزة إلى نتائج سلبية منها العزلة، والانفصال عن الواقع. أما قيام العاملة المنزلية بدور الأم فهو كارثة تربوية ويمكن اعتباره بمثابة الاختطاف الناعم.
الأسرة القوية المتماسكة السعيدة هي المجتمع القوي المتماسك السعيد. المسؤولية ليست توفير احتياجات مادية فقط، والسعادة ليست محصورة في هذه الاحتياجات، الجوانب المعنوية ذات أهمية بالغة في استقرار الأسرة، وهي الجوانب الأصعب. التقدير والاحترام والتواصل ولغة التواصل والشفافية والتعاطف والتسامح والصدق هي احتياجات إنسانية لا تشبعها الوفرة المادية. العلاقة بين الزوجين عامل مؤثر في سعادة الأسرة أو تفككها، سلوكهما وتعاونهما ولغة حوارهما هي القدوة الأقوى من كل النظريات.
الأسرة هي عماد المجتمع الكبير، تزوده بالإنسان المتسلح بالقيم والمعارف والمهارات، المدرك لحقوقه وواجباته، الواثق من نفسه، المتطلع إلى المساهمة والدور الإيجابي في حياة المجتمع واستقراره وتطويره وسعادته، القادر على التكيف مع المتغيرات والمؤثرات المختلفة. تلك مخرجات إنسانية أسرية تتحقق من خلال أسس تربوية قد يحتاجها بعض المقبلين على الزواج بالمشاركة في دورات وورش عمل تعزز تلك الأسس بأساليب تدريبية حديثة.




http://www.alriyadh.com/2052453]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]