أتمنى وأطالب أن يكون هناك قرار من مجلس الوزراء، يلزم المسؤولين جميعاً من دون استثناء، باستخدام اللغة العربية بشكل أساسي في كل اجتماع أو مؤتمر أو لقاء، وتأسيس إدارة متخصصة في الترجمة لكل لغات العالم، هذا القرار -إن شاء الله- إن صدر، سيكون له تأثير وصدى في العالم كله..
"في اليوم العالمي للغة العربية 18 \12 \ 2023"
يوم الأربعاء 13 \12 \ 2023 حضرت افتتاح مؤتمر سوق العمل العالمي، ورغم أن غالبية الحضور من السعوديين والعرب، إلا أن ملاحظتي كانت على راعي الحفل، الذي أكن له كل احترام وتقدير، حيث إنه افتتح فعاليات المؤتمر بكلمة باللغة الإنجليزية رغم أن المؤتمر في الرياض والغالبية سعوديون والحضور العالمي للمؤتمر كان سيكبر ويقدر أن راعي الحفل يتحدث بلغته الأم العربية، لكنه لم يتكلم بكلمة عربية واحدة، مما أثار في نفسي بعضاً من عتب وحزن، على أني لم أفهم كثيراً مما قاله بالإنجليزية، رغم أنني أعتبره شخصياً متحدثاً طلقاً بها، لكنني تخيلته لو أنه يتحدث بالعربية بقوة وتعبير وفصاحة وتوصيف، وتتم الترجمة للضيوف الحضور من غير العرب.
ليس لأنها فقط لغة القرآن وإعجازه، ليس فقط لأنها لغة ذات مخزون كبير من المعاني والمترادفات والتوصيف الدقيق، بل لأنها لغتنا الوطنية الأم، ولذلك وجب علينا جميعاً في حدودنا الجغرافية أن نستعملها كلغة رئيسة وعلى النطاق الرسمي الحكومي قبل النطاق الفردي، لا يعيب المسؤول في وطني إن لم يتقن اللغة الإنجليزية، فلدينا مترجمون متخصصون، المهم ما يمتلكه المسؤول من فكر وقدرة وإبداع، ولكن يعيب المسؤول أن يتحدث بلغة غير العربية في لقاء أو اجتماع داخل حدود الوطن مع أي جهة كانت ما لم يكن هنالك داعٍ رئيس لذلك.
سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد -يحفظهما الله ويرعاهما-، يؤكدان من خلال الممارسة التطبيقية على أهمية اللغة العربية، وهما خير من يتقن الإنجليزية وغيرها، ولكنهما معتزان فخوران بلغتهما الأم، وما تحمله هذه اللغة من تراثنا وتاريخنا العربي والإسلامي، كذلك هي الشريك الأساسي لكل مراحل مسيرتنا نحو رؤيتنا 2030، هذه الرؤية التي أكدت على أهمية الاهتمام بلغتنا العربية والعناية بها وتقديمها للعالم كله على أنها لغتنا الأم، لغتنا الوطنية.
حقيقة، المشكلة هي ليست باللغة الفرنسية أو الألمانية أو الصينية أو الروسية، بل مشكلتنا الحقيقية في اللغة الإنجليزية، التي أصبحت لدى بعض المسؤولين والمشاهير أو الإعلاميين وسيلة يستعملونها لكي يقدموا أنفسهم على أنهم متطورون وذو فهم أو علم، مهما كانت قدرتهم على التحدث بالإنجليزية، فلا يمكن أن أستوعب أن فعالية تقام في السعودية، يحضرها من مختلف جنسيات العالم، ويتحدث المسؤول بلغة إنجليزية (ركيكة أحياناً)، معتقداً أن الجميع يفهم الإنجليزية، رغم أن فيهم الصيني والروسي والإفريقي على اختلاف لغاتهم، وكلهم يحتاجون إلى ترجمة من الإنجليزية إلى لغاتهم، وإن فهموا الإنجليزية فلن تكون لها إضافة نوعية على اللغة العربية.
بسهولة يمكن لك أيها المسؤول في وطني، أن تتحدث باللغة العربية في كل لقاءاتك واجتماعاتك ومؤتمراتك، وإن كنت تجيد اللغة الإنجليزية يمكن أن تعقب أو تشرح شيئاً معيناً، أو تصحح للمترجم في حال احتاج الأمر، سمو سيدي ولي العهد صحح للمترجم والرئيس الروسي بوتين، حين قال: إن السعودية استقلت، وقال سمو سيدي مصححاً: لم تستقل لأنها لم تُحتل أساساً.
عزيزي المسؤول أطلق العنان للسانك وفكرك وإبداعك بلغة إعجازية جميلة قوية واضحة كالبحر في أحشائه الدر كامن.
أتمنى وأطالب أن يكون هناك قرار من مجلس الوزراء، يلزم المسؤولين جميعاً من دون استثناء، باستخدام اللغة العربية بشكل أساسي في كل اجتماع أو مؤتمر أو لقاء، وتأسيس إدارة متخصصة في الترجمة لكل لغات العالم، هذا القرار -إن شاء الله- إن صدر، سيكون له تأثير وصدى في العالم كله، وسيكون بمثابة إضافة تضيفها رؤية 2030 إلى تميزها وعطائها في كل مناحي الحياة، وسيكون رسالة إلى ذلك المدير في شركة بالقطاع الخاص، هذا المدير السعودي أو العربي، والذي كل كادر عمله سعوديون وعرب، ومع ذلك يصرون في اجتماعاتهم ومراسلاتهم وإيميلاتهم الداخلية وللأسف على استعمال اللغة الإنجليزية.




http://www.alriyadh.com/2052451]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]