أي مهرجان في العالم لا يخلو من الإيجابيات والسلبيات، فالدورة الأولى من مهرجان الرياض للمسرح، وشقيقه مهرجان أندية هواة المسرح، واللذين أقامتهما الأم والأب هيئة المسرح للفنون الأدائية بوزارة الثقافة، الأول منتصف شهر ديسمبر 2023، والثاني بداية شهر يناير من العام الجاري، كلا المهرجانان حملا الكثير من الإيجابيات ولكنهما لم يخلوا من القليل من السلبيات، ولعل الإقبال الجماهيري على العروض ساهم إلى حد كبير في نجاحهما، أهم الإيجابيات وجود الشباب المسرحي في معظم الفعاليات، مستوى العروض الفنية ومقاييس الجودة لا تقل عن 60 % من العروض المشاركة، أيضاً من الإيجابيات الالتزام بمواعيد العروض المسرحية واستخدام المخرجين التقنيات الموجودة بما يتناسب مع العرض المقدمة، ومن الإيجابيات بروز عدد من المؤلفين الذين يملكون الموهبة والرغبة في فتح آفاق جديدة للمسرح، صعود نجم عدد من الممثلين والمخرجين يبشر بمستقبل طيب في المملكة، وجود عدد لا بأس به من العروض التي تخاطب الناس بكل مستوياته، أما عن السلبيات فكان في مقدمتها مسرح النخبة الموجه للنخبة والتي كانت باهتة ومكررة وقدمت بنفس فكرتها في مهرجانات سابقة وقديمة التي لا تتناسب مع البيئة المحلية وكأنها نصوص من الأدب العالمي لا علاقة له بالمحلية، ومن السلبيات أيضاً إحجام بعض المسرحيين عن حضور الندوات الخاصة بمناقشة قضايا وهموم المسرح السعودي، حيث شاهدنا كراسي خاوية من الحضور فأين المشاركون بعروض مسرحية من الحضور؟ وأين العاملون بنشرة المهرجان في التقاط المناقشات وإخبار الضيوف؟ أيضاً من السلبيات أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان أندية الهواة الثلاثة، فهم غير خريجي أكاديمية الفنون المسرحية باستثناء رئيس اللجنة الفنانة سناء يونس، أما العضو خالد الحربي وزميله إبراهيم الحساوي فهما ممثلان معروفان، الأمر الذي أدى إلى ظهور نتائج اللجنة غير مرضية إطلاقاً، ويبدو أن هذه اللجنة في مسرح الهواة لا يعترفون بالمسرح الاجتماعي النابت من البيئة المحلية وبانتشاره، حيث ظهرت نظرتهم له نظرة دونية، واهتمامهم بالمسرح التغريبي والتجريبي على حساب المسرح المحلي، والسلبية الأخيرة تخص لجنة فرز النصوص ولجنة المشاهدة والتي تتمثل في اختيار المسرحيات التغريبية والتجريبي وإدراجها فى المسابقتين لمسرح الرياض ومسرح الأندية، فكيف لنا أن نطور مسرحنا الاجتماعي المحلي ومازالت مثل هذه اللجان بعيدة كل البعد عن هوية مهرجان الرياض للمسرح ومهرجان أندية الهواة؟ لعلنا والأمل يحدونا في الدورة الثانية للمهرجانيين أن يهتم القائمون على هيئة المسرح والفنون الأدائية تدارك هذه السلبيات لتعزيز الأهداف الداعية لتطوير المسرح السعودي من أجل استدامته، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/2057881]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]