للكاتبة أحلام أحمد البكري صدر كتاب في منتهى القيمة والمحتوى، يخص المتقاعد أو من هو مقبل على التقاعد، قرأته مستمتعاً بكل سطر فيه خاصة وأنا من المتقاعدين الذين اختاروا التقاعد المبكر واستمتعوا بتقاعدهم، الكتاب نافذة ضوء لمن يشعر أن حياته المهنية والعملية قد انتهت وانتهت معها دورة حياته، تقول فيه: أنت أيها المتقاعد لم تنته بعد بل أنت في زهو حياتك، بدأت الآن مرحلتك الملكية، وتقول أيضاً للمتقاعدين والمتقاعدات والمتوجسين من فكرة التقاعد والدخول في عالمه أهديك هذا الإصدار، في مقدمة الكتاب فسرت الكاتبة كلمة متقاعد بأوجه مختلفة، أطرفها من قال: إن الكلمة مكونة من كلمتين (مُت وأنت قاعد)، ومن هنا كان شعور الرعب الذي يُصاحب هذه الكلمة، وخاصة لمن استوفى سنوات خدمته المهنية المجتمعية، وأدى رسالته الأسرية، وشارف على دخول الستين عاماً، تعادلها نظرة الإشفاق ممن يحيطون حوله وكأنه وصل لمرحلة ما قبل الموت، ولسان حالهم يقول: إذ لا حياة لك بعدها فأنت مصنف في خانة العبء الكبير على أسرتك ومن يحيطون بك، بينما في الطرف المغاير نظرة الاستنكار والاستهجان لمن أراد الإقدام على خطوة التقاعد المبكر، وكأن الجميع يصدرون حكم الإعدام على طور حياتك، ناهيك عن التشكيك والهمس واللمز فيمن يبدي رغبة في دخول التقاعد المبكر، هل هو في كامل قواه العقلية ليقرر هذا القرار المصيري؟! وهل هو على درجة كبيرة من الجرأة في اتخاذ مثل هذا القرار؟ أو هل قام بحسبته المادية وحجم المبلغ المستقطع منه بعد التقاعد؟ هل هو خال من المسؤوليات المادية ولديه دخل إضافي ليقدم على هذا القرار؟! وهل وضع له خطة ليقتل وقت الفراغ الكبير ويقطع ملل مرحلة التقاعد؟ وهل شارك أفراد أسرته هذا القرار؟ وما ردة فعل كل فرد منهم؟! وهل وهل وهل؟ كأن قرار التقاعد المبكر قرار جماعي يجب أن يتشارك فيه الجميع وليس قرارا فردياً ذاتياً للشخص، قائم على احتياجات وقدرات وطاقات الفرد وقابليته من عدمها للعمل، في هذا الإصدار البسيط وعبر الرسائل المتعددة أرادت الكاتبة أن تجعل من خطوة التقاعد والإقدام عليها والتعايش معها، فكرة طريفة لذيذة ومحببة وألا تحتاج من المتقاعد سوى شيئين فقط، حيث تقول أولاً عليك أيها المتقاعد حرق العادات السابقة كلها جملة وتفصيلا بتغيير أفكارك الذاتية وقناعاتك الداخلية، ثانيًا تغيير نمط حياتك اليومي السابق وروتينك المعتاد عليه، وذلك عبر مجموعة من الأفكار المتنوعة التي سوف تضيف لك الشيء الكثير، لو طبقها المتقاعد بشكل جيد سيكون حتماً مستعدا لتقاعده؟ وما عليه إلا أن يجعل شعاره (متقاعد لا تكلمني) أخيراً أنصح الفنان المسرحي قراءة الكتاب ليستمتع بحياته المسرحية سواء على خشبة المسرح أو على أرض الواقع، وقل لمن حولك (مسرحي.. لا تكلمني) ودمتم.




http://www.alriyadh.com/2059179]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]