في عام 2013 حققت السباحة الأميركية ديانا نياد إنجازا مذهلا حين تمكنت في المحاولة الخامسة من السباحة من كوبا إلى فلوريدا بعد سباحة امتدت لـ53 ساعة قطعت خلالها 177 كيلومترا. رقم قياسي لأطول مسافة في المحيط استغرق تحقيقه خمس محاولات بدأت عام 1978 ولم تنجح محاولاتها بسبب الأحوال الجوية وقوة الأمواج، ولسعات قناديل البحر.. لم تيأس واستمرت في محاولاتها حتى نجحت عام 2013 في تحقيق حلمها.
تعليقها بعد النجاح اختصرته في ثلاث نقاط: عدم اليأس.. التقدم في السن لا يمثل عائقا أمام تحقيق الأحلام.. تقدير الدور المهم لفريق العمل.
عوامل النجاح كثيرة ومنها وضوح الهدف والثبات عليه، والثقة بالنفس التي تقاوم اليأس. هذه الثقة لوحدها لا تكفي لأن الفرد مهما بلغت قدراته وثقته بنفسه يظل بحاجة للآخرين. هذه السباحة المبهرة لم تكن لتنجح بدون مساعدة الطاقم الذي عمل معها (فريق العمل). هذا الفريق الذي كان له دور معنوي ولوجستي، فريق يدعم ثقة السباحة لكنه لا يستهين بالمخاطر ويتعامل مع المعوقات بأساليب علمية وليس بالتحدي غير المدروس. فريق ساعد السباحة في التعامل مع أسماك القرش، ومع ظروف الطقس والأمواج، وقناديل البحر، ومع حالة السباحة النفسية.
قصة هذه السباحة قصة مبهرة وفيها الكثير من الدروس ومنها دور فريق العمل المتخصص الذي لا يكتفي بالتصفيق وإنما يقوم بدور علمي ويتحمل التعامل مع شخص يملك الإرادة لدرجة العناد. دور مؤثر في تحقيق النجاح وهذا ما جعل السباحة بعد تحقيق حلمها تشير إلى دور الفريق وتشيد به.
كم نحن بحاجة في كل ميادين العمل إلى تقدير دور فرق العمل ومن يعملون خلف الكواليس.
النجاح مسؤولية مشتركة ومهام متعددة لا يقوم بها شخص واحد. النجاح رحلة يسبقها تحديد مسؤوليات وتنظيم وتنسيق وقنوات تواصل بين أعضاء يتوفر بينهم الانسجام لتحقيق أهداف مشتركة.. قد يكون نجم النجاح شخص واحد ولكن يجب عدم إغفال جهود الآخرين الذين قد لا يظهرون في الصورة.




http://www.alriyadh.com/2059184]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]