الحرب التي انغمست فيها إسرائيل عبر أسلوبها القتالي الذي تنتهجه منذ السابع من أكتوبر الماضي ساهم كثيراً في تشويه صورتها وحولها لدولة مكروهة، وأيضاً هجماتها الوحشية المتزايدة على الشعب الفلسطيني والأراضي والبنية التحتية الأساسية دعت إلى التشكيك في مصداقية النهج الذي يركز على التعامل الإنساني للدولة، وينصب في مقدمة التشكيك تجاهل حقوق الإنسان، فضلاً عن تجاهل قرارات الأمم المتحدة وتحديداً فيما يخص احترام القانون الدولي والمؤسسات الدولية.
المفاوضات بين «إسرائيل» و»فلسطين» لا شك بأنها سوف تقلص من اتساع الفجوة بينهما، وتساهم في فرصة وقف الحرب وتبادل الأسرى، خاصة أن خطة حماس تضمنت ثلاث مراحل على مدار 135 يوماً تنتهي بتبادل جميع الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، مع إنهاء الحرب في قطاع غزة.
قدمت إسرائيل استعدادها للمفاوضات على أساس خطة باريس، التي تتلخص بإقامة هدنة على مدى 45 يوماً بمراحل محددة وتفصيلية، وتقوم على ثلاث مراحل: هدنة في غزة، ومسار سياسي يخص الإسرائيليين والفلسطينيين، ثم اتفاق إقليمي - دولي.
لكن إسرائيل رفضت مطالب الفلسطينيين في سحب القوات من الجزأين، والالتزام بوقف دائم لإطلاق النار في نهاية مراحل وقف القتال، وأعداد الأسرى الذين تطلب الإفراج عنهم في عملية التبادل.
جاء رد إسرائيل للوسطاء الإقليميين على أنها غير مستعدة للنقاش، في إطار المفاوضات حول صفقة الرهائن، الذي سمته في خطتها «رفع الحصار» عن غزة.
وبشأن المقترح الأخير بين إسرائيل وفلسطين، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطالب حماس ووصفها بالوهمية، في ظل رفضها التراجع عن مطالبها، وهي لن ترضخ لمطالب نتنياهو، لذلك تكمن الخطورة في أن هناك من داخل حكومة إسرائيل من يرغبون باستمرار الحرب إلى ما لا نهاية.
الحرب القائمة في غزة هي حرب النفَس الطويل، فهي تمارس أقصى الضغوط على فلسطين، ونتنياهو غلّب مصلحته الشخصية لأنه يريد البقاء في الحكم لتجنب المحاكمة، وحتى لا يتم اعتقاله بحيث إنه وجّه بالمضي قدماً في توسيع العملية العسكرية وشن الهجوم على رفح.
المفاوضات المجدية بين الجانبين يقف أمامها نتنياهو الذي لا يريد أن تتوقف هذه الحرب مع استمرار المجازر الوحشية واستخدامه لتصريحات شديدة اللهجة لاستمرار الحرب النفسية المتزامنة مع الحرب الواقعية من أجل فرض موقف تفاوضي ينصب في صالح إسرائيل بشكل أكبر ويغلّب مصالحها في المقام الأول.




http://www.alriyadh.com/2059722]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]