من النصائح التي يقترحها بعض المستشارين الإداريين وضع معايير عالية مع منح الموظفين الحرية والمسؤولية ليقوموا بأعمالهم. هذه النصيحة هي في نظر المستشارين إحدى قواعد النجاح، كيف يمكن تحقيق نجاح بين وجود معايير أو قواعد وبين أهمية الحرية؟ أعتقد أن الثقة هي المفتاح أو السر خلف النجاح والإبداع.. حين تكون بيئة العمل إيجابية ومحفزة على النجاح والإبداع، فاسأل عن القيادة.. ومن أبرز الحوافز وأقواها تأثيراً حافز الثقة.
ثقة القيادة بفريق العمل سلوك يعزز الثقة الذاتية والرقابة الذاتية ويساهم في الرضا الوظيفي الذي لا يقود إلى تحقيق الأهداف فقط وإنما الإبداع في تحقيقها. الثقة الذاتية يستمر صاحبها الصلاحيات ويتحمل المسؤوليات ويملك الشجاعة على اتخاذ القرارات في المواقف الصعبة دون الرجوع إلى المعايير أو القواعد أو الإجراءات أو الرجوع إلى رئيسه. القدرة على التصرف في المواقف الصعبة هي نتاج ثقة وليس مسألة فوضى، هي سلوك مسؤول لشخص ملم بثقافة المنظمة مدرك لواجبات الوظيفة مقدر لثقة الرؤساء.
سيضطر الواثق من نفسه للتصرف في بعض المواقف، واتخاذ القرار الذي يتفق مع ثقافة المنظمة وأهدافها، سيفعل ذلك دون تفويض، وسوف يلقى التقدير من رؤسائه الذين يبحثون عن الأشخاص القادرين على تفويض أنفسهم لتقديم ما يخدم مصلحة المنظمة والمصلحة العامة، لنفترض أن مدرسة تعرضت لخلل معين فيه خطر على حياة الطلاب أو صحتهم، فهل سينتظر مدير المدرسة موافقة مدير التعليم أو الوزارة ليتخذ قراراً بمغادرة الطلاب وربما منحهم إجازة حتى إصلاح الخلل، المعلم نفسه قد يتخذ القرار دون الرجوع إلى مدير المدرسة، وسيلقى التقدير على موقفه.
تفويض الصلاحيات سلوك إداري مهم ويتضمن إيجابيات كثيرة تخدم المدير وتخدم المنظمة.. هذا التفويض من الصعب أن يكون شاملاً لكل الحالات، ستكون هناك حالات غير واردة في التفويض الرسمي، وهنا تأتي أهمية الثقة بالنفس والتفويض الذاتي لاتخاذ القرارات المناسبة.
المنظمات بحاجة أحياناً إلى التفويض الذاتي وهو نتاج بيئة عمل تقدر مبدأ الثقة وتعمل على تعزيزها لأن النجاح لا يكتمل بدون الثقة.




http://www.alriyadh.com/2059780]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]