استوقفتني عبارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أطلقها لتبرير عدم اعترافه بالدولة الفلسطينية وهي أنه «سيمنح مكافأة لما وصفه بأنه إرهاب غير مسبوق»، لا أدري كيف يفسر نتنياهو الأمور، أو ربما ذاكرته لا تعي إلا ما يريد، فإذا أردنا التحدث عن الإرهاب فالحديث يطول، فلو عدنا إلى التاريخ سنجد أن إسرائيل دولة قامت على الإرهاب وبرعت فيه وتفوقت، فالمجازر الحالية في غزة وما سبقها في دير ياسين وغيرها من المجازر لا تزال حاضرة في الذاكرة العربية.
ليس من حق نتنياهو التحدث عن الإرهاب فذلك لمن لم تلطخ أيديهم بالدماء، أما من كان الإرهاب في ظاهره وباطنه فلا يملك ذلك الحق، وما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة على امتداد أكثر من أربعة أشهر دليل على أن العقلية الإسرائيلية منذ قيام الدولة وحتى يومنا هذا هي ذاتها رغم مرور عقود من الزمن، فالقتل والهدم والتهجير عقيدة إسرائيلية لا تتغير بل تزداد وحشية دون أن تجد من يردعها أو يوقف جموحها، وعلى الرغم من أن عدد الشهداء في غزة قارب على التسعة والعشرين ألفاً إلا أن تعطّش إسرائيل لدماء فلسطينية أكثر سيجعل من هذا العدد قابلاً للارتفاع.
إلى يومنا لم يتوصل العالم إلى تعريف موحد للإرهاب ما يجعل من الكلمة مطاطية قابلة لكل التأويلات، ولكن في الحالة الإسرائيلية الإرهاب يعني المطالبة بالحقوق المشروعة التي يعترف بها العالم، فمن حق الفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم على أرضهم والاستمرار في المطالبة بها حتى يحصلوا عليها، وذلك ليس إرهاباً بل هو مطلب شرعي لا تعترف به إسرائيل وتعتبره إرهاباً حسب ما تعتقده، هنا يأتي دور المجتمع الدولي ليقف في وجه الصلف غير المسبوق وتفسير إسرائيل غير المقبول لقتل الأبرياء وتهجير ما تبقى من الأحياء لإكمال مخططاتها التي تستهدف الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة.




http://www.alriyadh.com/2059975]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]