تكشف الخميس الماضي، ما يمكن أن نعتبره سباقاً محموماً نحو السيطرة على ملعب الذكاء الاصطناعي، حيث كشفت شركة غوغل النقاب عن أحدث ابتكاراتها: جيميناي، أو الجوزاء. يمزج تطبيق الجوزاء بين وظائف المساعد الرقمي والدردشة الآلية في تطبيق أنيق للهواتف الذكية.
في عرض توضيحي آسر، خرجت الجوزاء إلى الحياة، مستجيبة دون عناء لكل المدخلات الصوتية والنصية التي تلقتها، الإجابات عن الأسئلة المعقدة التي قدمتها أبهرت الحاضرين، كما استعرضت مهارات أخرى: مثل الكتابة الإبداعية، وصياغة الصور من لا شيء تقريباً، وصياغة رسائل البريد الإلكتروني بسهولة.
لم يقف العرض عند قدرات الجوزاء في المحادثة، إنما أعلنت غوغل أن الجوزاء تستعد لإحداث ثورة في مشهد المساعد الرقمي، فقد تقرر أن تستبدل الجوزاء أسلافها، تطبيقي بارد ومساعد غوغل، مما يمثل فصلاً جديداً في مجال الذكاء الاصطناعي - وهو المجال الذي استثمرت فيه غوغل مدة طويلة، لكنها تعثرت في تقديم منتجات منافسة للسوق.
الخيارات التي أمام غوغل محدودة، وهو ما يتضح من مقدمتها للجوزاء، حيث قاعدت بارد ومساعد غوغل، في خطوة تعكس عمق المنافسة وما يتطلبه السوق من جرأة، فقد اتضح لغوغل أن بارد لم يحقق النتائج التي ترشحه للبقاء طويلاً، فدفنته دون تردد، ما التزمت به هو البقاء في السباق ولو تطلب ذلك التضحية بالمتجولين على ظهر سفينتها دون غاية.
ما تريده غوغل من الجوزاء هو اختراق جديد يضعها في المقدمة مرة أخرى، توفر التطبيق في أكثر من 150 دولة دفعة واحدة، يجسد قدرة غوغل على الوصول إلى العالم دون عناء، الجمع بين وظائف المساعد الرقمي وقدرات المحادثة يضع الجوزاء في فئة جديدة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ويدفع بنا إلى حقبة جديدة من التعايش بين الإنسان والحاسوب.
اجتماعياً، سيؤدي الاعتماد الواسع لتقنيات مثل الجوزاء إلى تعميق الفجوة الرقمية، يمكن أن يخلق الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة فرصاً غير مسبوقة لأولئك الذين لديهم وسائل استخدامها، مع ترك الآخرين الأقل حظاً وراءهم، لذلك من الضروري العمل على تحقيق سياسات تقنية شاملة تضمن توسيع نطاق الفائدة من الذكاء الاصطناعي، وتجسير الفجوة التي تتسع مع الوقت.
على مستوى غوغل نفسها، الالتزام بالابتكار الذي يركز على إمكانات التقنية المستقبلية متخلية عن الرغبة الملحة في التشبث بالنجاحات الحالية، لا يخلو من ألم. تقف وراء الابتكار مخاطر أدركتها غوغل بالتجربة قبل غيرها، فهو ينطوي على استثمار كبير في البحث والتطوير، ومخاطرة قد تؤدي إلى قطع الصلة مع قاعدة من المستخدمين الذين استمرؤوا منتجاتها القديمة. ومع ذلك، فإن المكافآت المحتملة من قيادة السوق، ووضع معايير الصناعة، ودفع التقدم التقني؛ تفوق بكثير هذه المخاطر، ناهيك عن المخاطرة الأكبر: أن تبقى مشلولاً تنحتك رياح التغيير فتشكلك كيف تشاء.




http://www.alriyadh.com/2060066]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]