مشروع الارتقاء بالدوري السعودي للمحترفين إلى مصاف الدوريات الكبرى في العالم هو مشروع وطني ضخم ممتد ومستدام يأتي ضمن مستهدفات رؤية 2030 المباركة، والتي تسعى لتحقيق نهضة حقيقية للقطاع الرياضي وصناعته، وعمل نقلة عالمية للرياضة السعودية لتؤدي دورها المنشود كرافد من روافد رفع الناتج المحلي.
تدعيم الدوري السعودي بنخبة عالمية من المحترفين الأجانب مجرد جزء من خطة ضخمة تشمل العديد من الأجزاء التي تكتمل بها الصورة كاستضافة أهم الأحداث والبطولات العالمية، وتحقيق الحوكمة، وحفظ حقوق الملكية الفكرية والتجارية للأندية، وتأسيس شركات استثمارية لإدارة وتسويق أصول هذه الأندية وتحويلها من كيانات مستنزفة إلى كيانات مربحة، واستقطاب هؤلاء النخبة هو جزء من هذا المشروع الذي لم يكن مرهونًا بحضور لاعب أو عدم حضوره، ولن يكون مرهونًا بانتهاء مشوار لاعب أو انتهاء عقده، والأكيد أنَّ استقطاب أسماء تملك الشعبية العالمية ولا تزال تحتفظ بوهجها عند عشاق كرة القدم في العالم ولديها الشغف والحماس لتكون جزءًا من هذا الترويج ولاستثمار شعبيتها وشهرتها في إيصال الصورة الحقيقية للسعودية والنهضة التي تعيشها في كل المجالات وليس المجال الرياضي فقط.
حضر رونالدو، ولحق به فيما بعد بنزيما ونيمار ومحرز وماني وغيرهم كثير، فيما فشلت محاولة استقطاب الأسطورة الحية ليونيل ميسي، ولم يكن هذا ليؤثر على سير المشروع الذي هو أضخم من قدوم لاعب أو عدم قدومه، ولو لم يحضر من حضر لأُحْضِر غيرهم، وسيرحل من حضر ويحضر آخرون، وكل هؤلاء مجرد شركاء تربطنا بهم عقود احترافية ومصلحة متبادلة يجب أن يؤديها كلٌ للآخر، وعلاقة تعاقدية يجب أن يلتزم كل طرف بها، ولا منة لطرف على آخر.
وجود هذه الأسماء العالمية جاء بمبالغ مالية ضخمة لم يكونوا ليحصلوا عليها في أوروبا، والمقابل هو أن يشاركوا في تطوير الدوري السعودي والكرة السعودية، مع احترامٍ تام لقوانين البلد وأنظمته أولًا، وقوانين وأنظمة الفيفا ثانيًا، وأن يكونوا قدوة لبقية اللاعبين في الالتزام والانتظام والسلوك الاحترافي، ومن يخالف منهم فعليه أن يعاقب وأن تطبق عليه اللوائح والأنظمة التي تطبق على بقية اللاعبين؛ حتى يعلموا ويعلم من سيأتي بعدهم ويعلم العالم الذي يراقب ويترقب أنَّ هؤلاء اللاعبين حضروا للعب في بلد لا يقل حضارة عن دول أوروبا التي توافد منها هؤلاء اللاعبون، بلدٌ متحضر تحكمه القوانين، وله ثقله السياسي والاقتصادي في العالم.
رونالدو يجب أن يعاقب حين يرتكب مخالفة رياضية أو سلوكية مثله مثل أصغر لاعب في دورينا، وأن يخضع للقوانين واللوائح كما كان يخضع لها في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، وبنزيما يجب أن يلتزم ببنود عقده وبأوقات التدريبات وبواجبات وموجبات عقده الذي يتقاضى مقابله ما لم يكن يحلم به في هذه المرحلة من مشواره الكروي، ونيمار يجب أن يحاسب إذا ما تهاون في برنامجه العلاجي ولم يظهر الجدية الكافية للعودة بقوة، وكل هؤلاء الذين هم جزء من مشروعنا الرياضي عليهم أن يعرفوا ويعوا جيدًا واجباتهم الأدبية والأخلاقية والتعاقدية كما يعون حقوقهم المادية تمامًا، والتهاون مع من تهاون منهم أمرٌ خطير يهدد تحقيق الأهداف الحقيقية من جلبهم، ويبعث برسالة خاطئة ومشوهة عن رياضتنا ومسابقاتنا ومنظومتنا الرياضية.




http://www.alriyadh.com/2060087]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]