كان مثيراً للاستغراب أن يخرج أحد النقاد في إحدى القنوات ليوجه سهام النقد – وإن من بعيد – للمشروع الرياضي السعودي وتحديداً تجاه الطريقة التي يُدار بها الرباعي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي. المثير للاستغراب وللسخرية أيضاً، أن حديثه وغيره تلقفتها الركبان وهي الأحاديث المليئة بالمغالطات حد ما يمكن اعتباره اتهاماً مبطناً للقائمين على الأندية تلك من خلال صندوق الاستثمارات العامة بمحاباة الهلال من خلال الحفاظ على تقاليده مقابل نسف تقاليد الثلاثي النصر والاتحاد والأهلي، وهنا يجدر بنا أن نتساءل عن تلك التقاليد التي تم نسفها، فهل تم نسف تقاليد النصر التي بناها صفوان السويكت وحسين عبدالغني أو مسلي آل معمر، أو سعود آل سويلم الذي لم يرأس ناديه لأكثر من سنة؟ أم نُسفت تقاليد الاتحاد الذي عانى الأمرين في السنوات الخمس التي سبقت الموسمين الماضيين، أم نُسفت تقاليد الأهلي التي بناها ماجد النفيعي وعبدالإله مؤمنة وأحمد الصائغ؟ وكيف كانت أوضاع تلك الأندية في السنوات الخمس الأخيرة مقارنة بأوضاع الهلال؟
وإن افترضنا أن ثمة تقاليد تملكها تلك الأندية، فما هي مخرجات تلك التقاليد في السنوات الخمس، أو حتى العشر الأخيرة بالمقارنة مع ما حققه الهلال الذي كان مضرب مثل بالعمل الإداري المنظم، وإن افترضنا أيضاً أن تلك المزاعم صحيحة فهذه شهادة براءة للقائمين على هذه الأندية، فالهلال يمثل نموذجاً ناجحاً يجب الحفاظ عليه وتعزيزه، فيما تقاليد البقية لم تحقق لها النجاح وأدخلتها في أنفاق من الديون والإخفاقات والاقتراب من الهبوط في حالة الاتحاد والهبوط في حالة الأهلي، أما الحديث عن أن ثمة من طلب من الداعم النصراوي الأمير خالد بن فهد، فالحساب الرسمي للنصر يكذب تلك المزاعم ويدحضها إذ استمر الحديث عن دعم الأمير خالد بن فهد طيلة الأشهر التي تلت استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على النصر.
أما ثالثة الأثافي فكانت الحديث عن تعيين عضو إدارة الهلال في مجلس إدارة هيئة الترفيه، ونسي من يسوق هذا الكلام عن قصد أو جهل أن هناك مئات الأفراد الذين يحملون عضويات مجالس إدارات عدد من الشركات في آن واحد وهي شركات في قطاعات متعددة ومختلفة، ولا يحمل ذلك أي مخالفة قانونية أو خرقاً لأي عُرف محلياً ودولياً.
مثل هذا الطرح لا يمكن أن يكون مقبولاً ومنطقياً إن تخلص أياً منا من النظر بلون واحد، فتفسير الأحداث بهذه الطريقة المشوهة والتي تبدأ وتنتهي بالقفز على الحقائق يسيء للمشروع الرياضي ولأهدافه التي تتجاوز الرؤى الضيقة.




http://www.alriyadh.com/2060588]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]