لم يكن هناك حديث في السعودية خلال العامين الماضيين أكبر من الحديث عن إنجاز المنتخب السعودي بالفوز على الأرجنتين، وما فعله الفريق العاصمي الهلال باحتلاله لوصافة أندية العالم.. دارت هذه الأحاديث بين الجميع رغم انشغالاتهم واهتماماتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ليس إلا أن كليهما شكلا حدثاً استثنائياً عظيماً ومبهجاً.
اكتشفنا أن الولاء للفريق أقوى من العرق أو القبيلة لأنه يذهب إلى أن خاصية تقاسم الشعور بالسعادة أو الحزن بين المشجعين أكبر وأعمق، كونها لعبة لا تنتهي خلال تنافسها في الملعب تستمر إلى ما بعدها كيف فزنا؟ أو خسرنا؟.. من ينتصر أو سيفوز لتكون فسحة التنفس، تقدم سَعة فرح وسرور للمجتمع برمته، تثير حماسة الجماهير، قد تصل فيها ذروة الهيجان الجماعي فرحاً أو غضباً، لذا لم يكن غريباً أن تتربع دون منازع على عرش الرياضة الأكثر شعبية في العَالَم بأسره، سواء ارتبط الأمر بممارسيها أو بجمهورها أو بمَنْ يتابعونها.. فهي تركن إلى الدور الذي تلعبه في توفير مناخ يتسم بالتسامح.. بعقائد وأيديولوجيات ولغات مختلفة تتواجد على أرض الملعب وفي المدرجات ووفق قواعد لعب معينة لا صلة لها بتلك العقائد والاختلافات.
في مجتمعنا الهوس بكرة القدم قد جعل أولئك المتغنين بالعرق أو القبيلة أقل حضوراً.. بل إنهم قد ألحقوهم بركابهم الكروي فحضن النادي أصبح أكثر دفئاً وإثارةً وفق اعتبارات تجعله أكثر اقتراباً من بعضه البعض وإن كان في مجمله يجعله يزداد انقساماً مع مخالفيه في التشجيع. فما يحدث بين جماهير الأندية صعب توقعه ولنا في الاحتفالية الكبرى لجماهير ريال مدريد في الساحة الكبرى في مدريد فرحاً بالخسارة المذلة لبرشلونة 2/8 من بايرن ميونخ في نصف نهائي أبطال أوربا عام 2020.. وما عرفناه من نحر لرؤوس الإبل احتفاء بخسارة الفريق الهلال لنهائي آسيا أمام سيدني الأسترالي نهائي دوري أبطال آسيا 2014 لمثال على شدة الانتماء والرفض في كرة القدم.
نشدد على أنه في مدرجات كرة القدم تذوب الفوارق لتظهر الوحدة للفريق حين تنطلق من كل الحناجر في لحظة واحدة بصيحات الاستحسان أو الاستهجان تتلفت بنفس الترتيب، قلقة مترقبة، يدركون أن لا مقاييس تتحكم فيهم فالفريق الجديد من الممكن أن يهزم العتيد وأن تلقى دولة كبرى هزيمة من أخرى صغيرة دون تهديد أو انقسام وتغير في العالم، لأن الجميع في الملعب تحت القانون بفعاليات مكشوفة للمتنافسين وللحكام والمراقبين والجماهير الحاضرة وحتى أولئك الذين يشاهدونه عبر التلفاز. كل شيء واضح وجلي ولا سبيل لتغيير القوانين.. حتى وإن حضرت المصادفة أو التشكيك مرة.
المهم في القول إن كرة القدم انتصرت على القبيلة، بل إن هذه الكره قد قلبت مفهوم صراع الحضارات الى تقارب الحضارات، لتكون كرة القدم لغه جميله في تعبيرها كالموسيقى بل وأشد جذبا، محل ترويح بات الأول لسكان هذه المعموره، وعليه فهي امتداد مستمر للمتعه وان كل فرد يتمنى أن يكون مصدر هذه المتعه بلاده أو فريقه إلا أن جماهير هذه الساحرة يؤمنون أيضاً أن المسيرة في كرة القدم لن تحكمها عادات المجتمع ولا أعراف القبيلة؟!




http://www.alriyadh.com/2061149]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]