تعتبر المملكة دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وذلك من خلال مبادئها وثوابتها وقيمها التي تُعلي فيها من شأن الإنسانية، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، ولطالما دفعت هذه المبادئ وتلك القيم المملكة إلى نشر ثقافة التعايش والتسامح بين الأديان والمذاهب، وبذلت في هذا الإطار جهوداً كبيرة في مجال تأسيس الحوار الدولي.
وفي وقت سابق، سعت المملكة إلى بناء حوارٍ داخلي فعّال، بين كل أطياف المجتمع، عبر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وفي وقت متزامن لذلك أسهمت دولياً في نشر ثقافة الحوار بين مختلف أتباع الأديان والثقافات من خلال عدة مبادرات، أبرزها الإسهام في إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وتوجت المملكة جهودها في هذا المسار بمناقشة عددٍ من القضايا ذات الصلة بتعزيز الصداقة والتعاون بين الأمم والشعوب، من أجل مواجهة أفكار الصراع والصدام الحضاري، التي أفرزت نماذج مؤلمةً من أشكال التطرف والعنف، وبلغت الجهود السعودية ذروتها، بمبادرة مؤتمر رابطة العالم الإسلامي داخل الأمم المتحدة في نيويورك، المتعلقة ببناء الجسور بين الشرق والغرب من أجل عالم أكثر تفاهماً وسلاماً.
وترى الرابطة أن نجاح هذه المبادرة في تحقيق أهدافها كاملة يمكن أن يجنب العالم ويلات الصراع والحروب لأسباب قد تعود إلى فهم خاطئ، أو اعتقادات متشددة تزول بالفهم الصحيح، ولفظ العنف، ونشر ثقافة تقبل الآخر، والتعايش السلمي معه.
وتتفاءل الأوساط الدولية بمبادرة مؤتمر رابطة العالم الإسلامي تلك، وترى أن المملكة أقدر على تنفيذها بطريقة احترافية، يساعدها على ذلك مكانتها في العالم الإسلامي، وكونها حاضنة للحرمين الشريفين، فضلاً عن كونها خير من يمثل الإسلام بمبادئه التي تحث على التسامح والتعايش بين الأديان والمذاهب.
ولا يخفى على الجميع جهود المملكة في دعم منظمة التعاون الإسلامي، ومساعدتها في تحقيق أهدافها مجتمعة على مدى أكثر من نصف قرن، من أجل تعزيز التقارب بين الدول الإسلامية «أولاً»، والتقارب بين العالم الإسلامي والعالم الغربي «ثانياً»، وإيصال رسالة الإسلام الصحيحة للعالم أجمع، بجانب اضطلاعها بواجبها في تمثيل الشعوب الإسلامية خير تمثيل في مختلف المحافل الدولية.




http://www.alriyadh.com/2061475]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]