حالة فنية فردية نادرة قدمها الفنان عبدالعزيز الهزاع –يرحمه الله– خلال عقود من الزمن. يودع هذا الفنان المبدع الحياة الفانية لكن أعماله الفنية الاجتماعية ستبقى في قلوب وعقول الناس لأنها تستحق البقاء بالمعايير الفنية والاجتماعية والوطنية وبمعايير الترفيه الهادف.
يمكن القول إن عبدالعزيز الهزاع كان لوحده فريق عمل أو أسرة في رجل، فهو المعد والممثل والمخرج، والذين لا يعرفونه حين يستمعون له في الراديو لم يكن يصدقون أن الحوار العائلي السريع الذي يستمعون إليه هو أداء شخص واحد فيطلبون مشاهدته في التلفزيون للتأكد، كما حدث له في زياراته خارج المملكة.
في مقال سابق بعنوان (عبدالعزيز الهزاع واستمرار النجاح) قلت عنه إنه صاحب موهبة نادرة استطاع أن يستثمرها في تقديم فن ممتع ومفيد عبر سنوات طويلة، وأنه كان يعمل لوحده، ولكنه كان ملح الإذاعة بما تقدمه (أم حديجان) من قفشات وتعليقات وما تتعرض له من مواقف كانت تلامس قلوب المستمعين كونها نابعة من البيئة في محتواها ومفرداتها. وقلت في ذلك المقال إن موهبة الهزاع موهبة فريدة جدا على النطاق العالمي ولم يتمكن أحد من الداخل أن ينافسه في هذا الميدان، واستمر هذا الفنان في مجاله الذي أبدع فيه والتزم بهذا الخط، وهذا سر من أسرار نجاحه، فالنجاح الذي تحقق له لم يدفعه إلى الدخول إلى بحور لا يجيد السباحة فيها.
ومن أسرار استمرار نجاحه أيضا التفاعل مع قضايا المجتمع، وقبل كل ذلك امتلاك موهبة حقيقية وليست مصطنعة، وهذا ما جعل أعماله صديقة الجميع ولا يمل المتلقي من الاستماع إليها أكثر من مرة.
النجاح في المجالات المختلفة متاح لمن لديه أهداف واضحة وقدرات أو موهبة يستثمرها لتحقيق النجاح، لكن استمرار النجاح يتطلب الجلد والشغف والطموح والتركيز على المجال الذي يجيده، والابتعاد عن الغرور. وتلك هي الصفات التي تمتع بها عبدالعزيز الهزاع.. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.




http://www.alriyadh.com/2061453]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]