الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ليست من الآثار الكارثية للحرب وحسب، بل هي النتيجة المعلنة للسياسة التي تنتهجها إسرائيل، حيث إن هناك من يقف خلفها ويؤكد على فاعلية هذه السياسة في إلحاق مأساة كبرى لأكثر من مليوني شخص باعتبارها وسيلة مشروعة للضغط العسكري على الفلسطينيين كما يؤكد على ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومن الطبيعي، أن عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية التي تعين على استمرارية الحياة هو بمثابة تجويع السكان عمداً، ويحظر القانون الإنساني الدولي هذا الفعل المتعمد كوسيلة من وسائل الحرب، ويعتبر انتهاك هذا الحظر جريمة حرب.
لا شك أن إسرائيل تتعمد افتعال أزمة إنسانية في قطاع غزة، وهي بصريح العبارة تحمل اعترافاً بجريمة حرب في انتهاكها العميق للكرامة الإنسانية الذي يتجلى في هذا العدوان الغاشم.
الحقيقة أن آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة، التي تمت مناقشتها على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن 2024، وُجِهت بتحذير من قبل وزير الخارجية من أن مقاربة إسرائيل للحرب الدائرة في غزة لا تزيد من أمنها بل تزيد الخطر عليها، حيث ذكر أن الرد المفرط لإسرائيل في غزة سيؤدي إلى احتدام المشاعر، وأعرب عن قلقه من زيادة التطرف بسبب ذلك. خاصة أن عدد الضحايا شارف على 30 ألفاً من القتلى و70 ألفاً من اليتامى في غزة، والمأساة التي نشهدها مسألة تحشد كثيراً من الانفعالات، وفيها مخاطرة بإعادة تنشيط الرسالة لدى البعض في العالم العربي بأن التعايش في هذا الوضع وهذه الحالة غير ممكن.
الأولوية السعودية الحالية هي التعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في غزة والتركيز على وقف إطلاق النار، وانسحاب الإسرائيليين من غزة، وإدخال مواد الإغاثة للسكان، والتركيز على تحقيق الأمن والاستقرار الذي لا يكون إلا بحل الدولتين.
لا شك أن موقف المملكة ثابت وواضح في هذه الحرب، حيث إن الأولوية القصوى هي معالجة الأزمة الإنسانية، وإنهاء النزاع، وضمان حق تقرير المصير للفلسطينيين، فهذا الحل هو الضامن للأمن والاستقرار الدوليين.




http://www.alriyadh.com/2061637]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]