يساهم انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي في إحداث تحول ضخم في سوق العمل العالمي، ما يشير لعصر جديد من الابتكار والكفاءة، حيث يشير مشهد التوظيف لتحولات كبرى، الأمر الذي يحتم على الكوادر البشرية والمنظمات على حد سواء التكيف بسرعة، والاستعداد لهذا المستقبل الذي يحركه الذكاء الاصطناعي ببصيرة استراتيجية وفهم لكيفية الاستفادة من هذه التغيرات من أجل تعزيز العمر الوظيفي للكوادر البشرية وضمان نموها الوظيفي.
ولا يمكن المبالغة في أهمية التعلم المستمر في عصر يؤدي فيه التقدم التقني بسرعة إلى جعل المهارات الحالية جزءاً من الماضي. ويؤكد "تقرير مستقبل الوظائف 2020" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أنه بحلول عام 2025، ستتغير 44 % من المهارات التي سيحتاجها الموظفون لأداء أدوارهم بفعالية، مما يستلزم هذا التحول الالتزام بالتعلم مدى الحياة، مع التركيز على اكتساب مهارات جديدة في التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة.
وما يؤكد هذه التطورات التقنية المتسارعة هي السرعة التي تزدهر فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والذي قد لا يخلوا قطاع من القطاعات الاقتصادية من وجود عدد كبير من التطبيقات الناشئة بمقابل مالي يسير، وهو ما يوضح التحول الكبير الذي سيحدث على مستوى الحاجة إلى الخدمات التقليدية التي تقدمها مختلف المنظمات اليوم.
ولا تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على التقليل من الوظائف القائمة والمهارات فحسب، بل أيضاً من حيث خلق فئات وظيفية جديدة تماماً، حيث من المتوقع أن يولد انتشار الذكاء الاصطناعي 97 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2025 بحسب منتدى الاقتصاد العالمي. وتشمل هذه الوظائف في مجالات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، خصوصية البيانات، وغيرها من المجالات، فالبقاء على اطلاع بهذه المجالات الناشئة والمرونة في التعامل مع التحولات المهنية قد يكون أمرًا بالغ الأهمية للأمان الوظيفي في المستقبل.
ختاماً: اكتساب المعرفة وتطوير المهارات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتكيف مع الأدوار والمهام التقنية الحديثة سيكون بالغ الأهمية لتعزيز قدرة الكوادر البشرية في الاستمرار في بيئات الأعمال وفي الوقت نفسه خلق فرص جديدة، ودفع التقدم الاقتصادي الوطني خطوات للأمام.




http://www.alriyadh.com/2061812]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]