هذه المصافحة الثالثة لموسم ليب الذي أصبحنا ننتظره في كل عام، لكن المختلف أنه استباقي للحدث والذي سيكون في الرابع من مارس الاثنين القادم حتى الخميس، ليب اليوم ليس مجرد حدث تقني عالمي، بل منصة حقيقية لإعادة اكتشاف الذات والتاريخ والمستقبل، حصان طروادة، ماذا لو تزامن مع عصر التقنية؟ وحكاية عنترة بن شداد وضياع رسائله بين الحمام الزاجل، دافنشي أيضا سيكون له قصته لكن على طريقة ليب، محاور عديدة ومنصات متعددة وبالتأكيد للذكاء الاصطناعي مساحته سواء في تأثيره على أقوى العاملة، والتقنيات الصحية.
إن مستقبل الوطن والأجيال لا يمكن تصورها في معزل عن هذا الوهج التقني الذي تتفرد به المملكة، طموحنا يعانق عنان السماء وفي مسرح الفضاء يمكن أن نشاهد أين وصلنا، أنتوني جوشوا اسم بين العديد من الأسماء العالمية المؤثرة التي ستتواجد وهي انعكاس لاهتمام الحدث باستقطاب الشباب ومحاكاة لغتهم والتحدث بها، شراكات عديدة أثمرت في الموسم السابق منها أكاديمية ميتافيرس والكراج، وللمدن الذكية مسرح فمثل هذه الأفكار تحتاج بالفعل محيطا ذكيا وجودة وازدهارا وهذا ما نراه اليوم ونحيا به.
الابتكار سمة ملازمة لأفضل العقول، لذا كانت هذه المؤتمرات فرصة حقيقية للتلاقي والمناقشة وسماع قصص النجاح وصناعتها، النمو المتسارع للتقنية يجعلنا نتسائل دائما: ما حدود تأثيرها على حياتنا، مشاعرنا وأطفالنا وقصصنا، بل كيف تغيرنا اجتماعيا واقتصاديا وكيف ظهرت أنماط نفسية شديدة التعلق والولع والالتصاق بالشاشات، بل لعلنا أدركنا أن الكثير من العقول الغبية تقف خلف الأجهزة الذكية وتجد نزاعات وصراعات لا تنتهي على مستوى العالم ونزاعات يتم خلقها بملايين المعرفات الوهمية التي تجوب بيوتنا وأجهزتنا وتقفز لعقول كبارنا وصغارنا.
الأمن السيبراني، نمط حياة وحاجة مجتمعية ونحمد الله الذي رزقنا نعمة الأمن بكل أشكاله وأبعاده وثقله وقلتها يوما "الأمن صناعة سعودية"، واليوم بعقول وسواعد أبناء هذا الوطن نشاهد تصاعدا للوعي وظهور أشكال إيجابيه في صناعة المحتوى من قبل الأجيال الشابة، التي تحتاج منا الدعم بل من المهم أن لا تتوقف البرامج الموجهة لهم ومضاعفة الإنفاق على هذا القطاع الحيوي، بل من المهم أن تكون هناك مقررات الزامية لطلبة الثانوية والجامعات لهذا العلم كممارسة ومعارف متجددة ومكتسبة.
أخيرا، فإن حضور هذه الفعالية كفيل بشعورك بالفخر بليب كعلامة باهرة تتفوق على نفسها في كل مرة، بل تعطي لصناع القرار والمستشارين مثالا حيا ومباشرا لصناعة الفعاليات العالمية التي تليق بهذا الوطن وتتسق مع رؤيته.
وبلا شك إن نهضتنا وتفوقنا لا يكتملان إلا بالشكر والعرفان لقادتنا - حفظهم الله -، ورؤيتنا التي خلقت مساحات شاسعة لا يمكن تصورها بالعقل من التحولات والمسارات الخضراء والمضيئة.. دمتم بخير.




http://www.alriyadh.com/2062227]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]