هذا المدير يعتقد كل زميل أنه الأقرب إليه وأنه بمثابة الصديق، هو فعلاً صديق ولكنه صديق للجميع، وهو ناجح بامتياز لأن علاقته الإنسانية مع الجميع لا تعني المجاملة في مسؤوليات العمل وتحقيق الأهداف، تواضع وقمة في الأخلاق والاحترام مع صرامة في أداء واجبات العمل.
سر نجاح هذا النمط من المديرين هو الثقة بالنفس والقناعة بأن جودة العمل هي نتاج جودة العلاقات بين زملاء العمل وهي العمود الأساس لبيئة العمل الإيجابية، يدرك هذا المدير أن قوة الإدارة ليست بالعبوس والانعزال والعصبية وإنما بالعمل المؤسسي والقدرة على جعل العاملين يعملون بدافع الرغبة وليس الهيبة، المدير المتميز صديق للزملاء وصديق للعمل.
المدير المتميز له شخصية واحدة، يهتم بالجوهر وليس بالمظهر، ملمّ بكل تفاصيل العمل، يحفز الموظفين على تطوير أنفسهم ويشجعهم على تقديم المبادرات والاقتراحات،
يطبق النظام على الجميع، يثق بالموظفين، فيفوض الصلاحيات، ويقيّم الأداء، ولا يصدر الآراء القاطعة عن الأشخاص، يناقش الأخطاء بموضوعية ومهنية ولن يقول للموظف (أنت فاشل)، المدير الصديق عادل في التقييم والتقدير كأنه الأب داخل الأسرة لكنه لا يمارس دور المتسلط بل دور الموجه والمساعد والمستشار لأصدقائه الموظفين في كل مستويات الهرم الوظيفي.
المدير قد لا يكون صديقاً للزملاء خارج المنظمة فلكل حياته الخاصة، والصداقة داخل المنظمة ليست الصداقة بمفهومها الاجتماعي المعروفة لكن التعامل السائد داخل المنظمة بين المدير والزملاء هو تعامل الأصدقاء أو فريق العمل المنسجم الذي يتساوى فيه الجميع ويشارك في تحقيق أهدافه الجميع دون تمييز، فريق ليس فيه تكبر أو غرور أو اجتماعات شكلية لإصدار قرارات جاهزة يفرضها المدير دون نقاش.
المدير الصديق يمتلك مهارة الإنصات للجميع، لا يقيد نفسه بزميل واحد أو صديق من الأصدقاء خارج المنظمة، ينظر للمنظمة كلها كفريق عمل من حق كل عضو فيه أن يشارك في قراراتها ومستقبلها.




http://www.alriyadh.com/2062650]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]