لن أستكثر على أي اتحادي يرى فريقه الكروي بأنه المنافس الأوحد والأقوى للهلال، فالشواهد على ذلك كثيرة، وبالفعل دائماً ينظر الهلال للاتحاد بأنه المنافس الأقوى له، وبالتالي تجد الهلال في كل مواجهاته أمام الاتحاد يعطي المباراة حقها من الاهتمام والاحترام لمنافسه ويخرج بعد ذلك منتصراً بفارق كبير.
في الوقت الحالي، الفارق بين الاتحاد والهلال كبير وكبير جداً من الناحية الفنية والعناصرية، وحتى على مستوى المقارنة بين الأسماء تجد أن الهلال من حراسة المرمى حتى الهجوم يتفوق على الاتحاد؛ ولهذا السبب لا غرابة إن خرج بعض الهلاليين يتحدثون بثقة عن مواجهاتهم أمام الاتحاد ويرون أنها محسومة مبكراً لصالحهم.
في اللقاء الأخير، قدم الاتحاد أول نصف ساعة توقع معها الجميع أن الاتحاد سيكسر عقدة الهلال المتلازمة له في السنوات الأخيرة ويكسر معها الأرقام التي ينافس الهلال على تحقيقها في منافسته مع أندية عالمية على الرقم القياسي في الفوز المتتالي، ولكن سرعان ما عاد الاتحاد للتراجع وواصل الهلال تمرسه في مواجهات الاتحاد.
صحيح أن حكم المباراة أخرج الاتحاديين عن طورهم بإغفاله لركلة جزاء واضحة وصريحة لمدافعه أحمد حجازي بعد أن لزم عليه المدافع الهلالي كوليبالي بعدم الذهاب للمرمى، ولكن لا أعتقد أنها سبب كافٍ لإخراج الاتحاديين عن جو المباراة وتحديداً قائده أحمد حجازي الذي رأيته لأول مرة بهذا الشكل الانفعالي، فقد رأيته حماسياً ولكن ليس انفعالياً.
وبمناسبة الحديث عن حكم المباراة، أتمنى ألا أرى الحكم السلفادوري إيفان بارتون مرة أخرى في ملاعبنا، فقد أثبت هذا الحكم بأنه أقل بكثير من مستوى دوري ينافس للوصول للعالمية والمنافسة على أقوى خمس دوريات كرة قدم في العالم، فقراراته لم ترتقِ لمستوى الحدث الكروي "كلاسيكو الكرة السعودية".
وفي كل الأحوال سواء بحضور بارتون وأمثاله من الحكام المتواضعين، فعلى الاتحاديين أن يستفيدوا من أخطائهم إن أرادوا منافسة الهلال على الأقل فنياً داخل الملعب، فالهلال خصم قوي وصعب جداً ويلعب على أدق التفاصيل التي تلعب بها كرة القدم، وكمجموعة الهلال يتفوق أكثر من تفوقه كأفراد، وبالتالي الاستمرار في المكابرة بأن الاتحاد بظروفه الحالية أفضل من الهلال ستقود الاتحاد لمزيد من الخسائر بما فيها المواجهتان الآسيويتان.
وقد يفعلها الاتحاد ويتأهل آسيوياً ويهزم الهلال بشرط أن يتم التعامل مع المباراة باحترام الخصم كقيمة فنية وأنه أفضل بمراحل، وليس منافساً لدوداً له أو العودة لتاريخ انتهى وقد لا يعود، وإعطاء المباراة حقها من التركيز والقتالية والهدوء خاصة في الأوقات الصعبة والحساسة من المواجهة وعدم الخروج عن النص كما حدث في المباراة الدورية الأخيرة من عدد من اللاعبين.
إجمالاً كل الأماني بالتوفيق لممثلي الكرة السعودية، وإن كنت أتمنى عودة الاتحاد في هذه البطولة حتى وإن كان خصمه الهلال القوي والعنيد والمتمرس في البطولة الآسيوية مؤخراً، وقد يفعلها الاتحاد إذا تعامل مع المواجهة بواقعية أكثر من اللزوم.
نقطة آخر السطر:
الاتحاد يعاني على مستوى الجهاز الطبي وما يحدث للاعبين أمر يثير الاستغراب ويتطلب تدخلاً إدارياً باستقطاب جهاز طبي يتغلب على الأزمة الحاصلة حالياً.




http://www.alriyadh.com/2063049]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]