في فترات سابقة، كانت العديد من الدول والمنظمات، تسعى إلى تطوير ذاتها من خلال تطوير التكنولوجيا والتحديث المستمر للتقنيات المستخدمة والابتكارات، وكانت فكرة تحقيق التقنية إنجازاً بحد ذاتها، ولكن المملكة العربية السعودية مؤخراً، أخذت عالم التكنولوجيا والتقنيات المتطورة الحديثة، نحو منحى آخر مصاحب لتطور التكنولوجيا بحد ذاتها، وهو كيفية تسخير هذه التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لخدمة الإنسانية وتحقيق الأهداف ذات المصالح الوطنية والعالمية، ولعل البعض يعتقد أن الأمر سيان، بينما في حقيقة الأمر أنه مختلف، لأن التقنيات المتطورة إنجاز بحد ذاته، ومخرجاته بكل تأكيد تخدم العمل وتحقق غايات أكثر ربحية وأقل تكلفة وجهداً، ولكن تسخير التقنية لتحقيق مصالحك المشروعة من خدمة المواطن وتمكينه وعدم التأثير على فرصه بالعمل، هو مجال آخر مختلف تماماً.
مؤخراً أقيم معرض ليب LEAP في المملكة، والذي تم وصفه بأنه أضخم مؤتمر ومعرض تقني يهتم بمستقبل التقنيات ودورها في ازدهار البشرية وإيجاد الحلول الابتكارية لأهم التحديات التي تواجهها، مؤتمر ليب هو مؤتمر تقني دولي سنوي يُقام في مدينة الرياض، حيث أقيمت النسخة الأولى منه في واجهة الرياض خلال الفترة من 1-3 فبراير 2022، وتم عقد النسخة الثانية من المؤتمر من 6 إلى 9 فبراير عام 2023م، و2024 يقام حالياً في الرياض، وهذا تأكيد على أن تنظيم السعودية لهذا الحدث التقني تأكيدًا وتعزيزًا لمكانتها وريادتها الإقليمية والعالمية من النواحي التقنية والرقمية والابتكارية، وكله يتسق ضمن سعي المملكة لتحقيق رؤيتها 2030 بمخرجات أفضل مما كان مرسوماً لها أساساً عند إطلاقها.
وزارة الإعلام السعودية، كان لها حضورها في المعرض، حيث قامت بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع مجموعة من الشركات والجهات المحليّة والعالميّة، وبإشراف وحضور مباشر من معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، حيث قام معالي مساعد وزير الإعلام الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث بالتوقيع على هذه الاتفاقيات ممثلاً عن الوزارة، ومن ضمن ما تم الاتفاق عليه، تعاون مع شركة علي بابا وعلي بابا كلاود، وهذه الاتفاقيات هادفة بشكل دقيق إلى تطوير وتحديث وتحسين برامج التدريب الخاصة بالعاملين في الوزارة، خصوصاً في مجالات تقنيات الذكاء الاصطناعي والفرص وإدارة المخاطر، وادارة المحتوى الرقمي وأيضاً النشر والترويج والتوزيع.
الوزارة من خلال هذه الاتفاقيات تسعى إلى تحقيق بنية تحتية متطورة للمنصات التابعة لها، وأيضاً استضافة مركز التعافي من الكوارث وموسوعة سعوديبيديا في نسختها الجديدة القادمة، وتم أيضاً التوقيع مع شركة سيسكو لغايات تطوير مراكز اتصالات الطوارئ والكوارث التابع للوزارة، وتحديث البنية التحتية للمباني الذكية، وعملية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير البنية التحتية، وتجهيز مرافق الوزارة بالحلول الذكية المتطورة، وتنظيم ورش عمل فنية من قبل الشركة لرفع كفاءة الأنشطة التقنية، وتعزيز رأس المال البشري للوزارة.
تركيزي كان على اتفاقيات وزارة الإعلام، لأنه تحتاج فعلياً إلى تطوير المنظومة الإعلامية بشكل عام وشامل في المملكة، لأهمية الملف الإعلامي، ودوره الرئيس في تحقيق أهداف المملكة والرؤية 2030، وسيكون لنا في قادم الأيام وقفات مع وزارات وهيئات حكومية أخرى كان لها مشاركتها في هذا المعرض الأكثر من رائع، بحيث يتم تأكيد فكرة أن التقنيات والتكنولوجيا ليست إنجاز بحد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق غايات وطنية ومصالح عليا، وأن المملكة في رؤيتها ستعمل على توجيه أنظار العالم، إلى أن التقنية إن لم تخدم الإنسانية والعالم بكل أركانه دون أية أضرار جانبية، فإنه لا داعي لها، والعقل البشري متى ما وفر له الدعم اللازم، قادر على إيجاد تقنيات سليمة لا تضر أبداً.




http://www.alriyadh.com/2063838]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]