كالأثر الخالد الذي أضحى علامة ومعْلماً للعاصمة الرياض، صرح طبي ظل ومازال شامخاً قرابة 70 سنة، يواصل رحلة عطائه المتميزة، ويترك ذكريات في معظم بيوت أهل الرياض، وربما المملكة، لتفرده وسخائه في تقديم الخدمتين التشخيصية والعلاجية، وتطاله يد التطوير والتحديث، إلا أن هناك العديد من مبانيه التي تظهر كعشوائيات مترامية الأطراف أو بثور عمرانية هرمة، شاخت مفاصلها، وفي نفس الوقت يد التطوير أحدثت في المباني الجديدة ثورة علمية عمرانية إدارية، ونقلة حضارة في الشكل والمضمون، وننتظر أن تصل وتمتد للبقية الباقية التي تشوه جمال وعظمة هذا الكيان الطبي الكبير العملاق، الذي يضم بين أركانه اليوم نحو 10 آلاف موظف وكادر طبي وتمريضي وخدمي، ومن ثم يقدمون الخدمة يومياً لعشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين المرتبطين به نفسياً وعاطفياً، وبعضهم أخبرني أنه يزور هذا الكيان كمزار سياحي فريد.
حظيت مدينة الملك سعود الطبية -منذ تأسيسها- بعناية ودعم ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إبان فترة توليه إمارة منطقة الرياض، وبعد توليه مقاليد الحكم في البلاد، متابعاً المراحل التطويرية للمدينة وداعماً قوياً لمسيرتها في التنمية الصحية، إضافة لما تشهده المدينة من تطوير وتحديث وإنشاء مبان جديدة، وإزالة لقديم بالٍ تأثر بفعل الزمن، لذا كانت خطط التطوير، حيث تشهد المدينة نقلة تطويرية في المباني والتجهيزات الطبية، وهناك تصريحات منذ عام 2019م لمسؤولين عنها، أكدوا خلالها على ملامح الخطة التحديثية، ولفتوا إلى أنه سيتم اختصار عدد الأبنية من (42) مبنى عشوائيا إلى (6) مباني وأبراج نموذجية، وبالفعل بدأت باكورة العمل، وظهرت أبراج غاية في الفخامة، ولكن مازالت الأبنية العشوائية كما هي!!
في تقديري أن اختصار أعداد المباني سيكون له الأثر الإيجابي في اتساع المساحات بين الأبنية، وخلق أماكن لوجستية خدمية ومواقف، وربما بعض الكافيهات، أو مصادر للاستثمار.
لقد تأسست مدينة الملك سعود الطبية في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز في 8 /4 /1376هـ الموافق 11 نوفمبر 1956م، على مساحة 12 هكتارا في حي الشميسي في مدينة الرياض العاصمة، وكان يحمل اسم مستشفى الملك سعود الأول، ثم تغير الاسم إلى أن أصبح مستشفى الرياض المركزي، ثم مجمع الرياض الطبي. في نوفمبر 2010م، وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز توجيهات الموافقة على تغيير اسم مجمع الملك سعود الطبي إلى مدينة الملك سعود الطبية.
وتظل المدينة الطبية شاهدة على العصر، شاهدة على احترامنا وتقديرنا ووفائنا لها، شاهدة أيضاً على معاناة المرضى وذويهم والمراجعين، فلا مواقف تتيح لهم الفرصة للحركة إلى داخل المبنى الطبي العلاجي الخدمي، وصعوبة الدخول إلى المدينة الطبية نفسها، المداخل والمخارج عليها لوحات تحذيرية تقول: ممنوع الدخول، وإمعاناً في حركة العشوائية الراسخة، يدخلون رغم المنع، فتحدث حالة من الارتباك والشلل التام، لتؤجج الوضع، فإذا كانت هناك صعوبة في وصول المريض، فالصعوبة الأكبر في المداخل والمخارج، أضف إلى ذلك أنه لا مواقف للسيارات في المدينة والمناطق المحيطة، ربما أقربها على بعد 3 كلم، فلماذا لا تخصص منطقة كمواقف قريبة من المدينة، ولتكن مدفوعة الأجر، كما أرى أن يتم استخدام عربات النقل الصغيرة التي تشبه عربات الجولف لنقل المرضى أو المراجعين، ولتكن أيضاً خدمة مدفوعة، مع أن من حق المريض والمراجع أن يجد ترحاباً وسهولة في الوصول إلى الخدمات الطبية العلاجية.
إن ما تقدمه مدينة الملك سعود الطبية من خدمات، وفكر وعلم ودراسة جدير بأن يدوّن في صفحات المجد، خاصة بعد مسيرة التطوير التي شهدتها في السنوات القليلة الماضية، كمرحلة انتقالية إلى آفاق رؤية المملكة 2030، وما تشهده تلك المرحلة من تعظيم للأصول الثابتة الراسخة الخالدة، التي تعد ثروات عمرانية حضارية طبية علاجية علمية، والأكثر من ذلك الذكريات الإنسانية.




http://www.alriyadh.com/2065008]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]