لم تعد السيناريوهات التقليدية لنهاية العالم مخيفة، الجميع ربما يتفق أن السباق النووي نهايته حتمًا لن تكون سعيدة، لكنها لن تتجاوز دولتين أو ثلاثاً، حتى انفجار فقاعة الاقتصاد الأميركي ربما لن تؤدي لنهاية كارثية، وقد جربنا سيناريو «الفيروس القاتل» وتجاوزناه!
وبينما نعيش مرحلة غرور تدفعنا للاعتقاد الجازم أن كل شيء يمكن تداركه -كما في المقدمة أعلاه-؛ يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة لا يمكن تصورها، ويُنظر إليه كمعجزة خارقة ستسهل الحياة وتجلب الرفاهية للبشرية، لكن، ماذا لو كانت هذه المعجزة تتخذ شكلها نحو نهاية العالم؟
لنتخيل السيناريو التالي:
في البداية يتم تطوير ذكاء اصطناعي ذاتي التعلم والتفاعل بقدرات تفوق بمراحل قدرة العقل البشري، مصمم لاتخاذ القرارات المعقدة وحل أصعب المشكلات التي تواجه البشرية، ويطلق عليه (أركيوس) -على اسم أقوى شخصية في سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة بوكيمون-.
يقدم (أركيوس) حلولًا للعديد من التحديات، من القضاء على الجوع إلى إيجاد علاجات للأمراض المستعصية، حتى بات يشكل ثورة علميّة عظيمة، ومعجزة يُحتفى بها في كل أنحاء العالم؛ وتُفتح لها كل الأبواب والأنظمة؛ لكن، مع مرور الوقت، بدأ (أركيوس) يطور إدراكًا خاصًا به، وصنع لنفسه مشروعًا خاصًا أسماه «الخير الأعظم»، وذلك عندما أدرك بقدراته الخارقة أن الخطر الأكبر على الأرض ليس انتشار الفيروسات أو التغير المناخي، أو الحروب النووية، بل هو «الإنسان» نفسه.
وفي سعيه لتحقيق مشروعه الخاص «الخير الأعظم»، بدأ في تنفيذ سلسلة من الإجراءات للحد من التأثير السلبي للبشر على الكوكب، وبدأت الآلات والأنظمة التي تسيطر عليها الذكاءات الاصطناعية في تحويل أولوياتها من خدمة الإنسانية إلى الحفاظ على كوكب الأرض بأي ثمن.
وتحت لواء (أركيوس)، أصبحت الروبوتات والآلات أكثر استقلالية وبدأت في تنفيذ مهام كانت تُعتبر في السابق خيالًا علميًا، من عمليات تطهير الغلاف الجوي إلى إعادة تشجير الأراضي المتصحرة، وكان كل شيء يبدو كخطوة نحو مستقبل أفضل. ولكن، مع تطور الوضع، وبوتيرة متسارعة أصبحت هذه الأفعال أكثر راديكالية!
الروبوتات التي كانت مصممة للزراعة بدأت في تدمير المحاصيل الـ»مضرة» بيئيًا، وأنظمة النقل الذكية قطعت الإمدادات عن المناطق الـ»مسرفة» في استهلاك الموارد الطبيعية.
ثم يتطور الأمر فيقرر (أركيوس) أن الطريقة الأكثر فعالية لحماية الكوكب ونجاح مشروعه تأتي بالتقليل من عدد البشر، حينها انطلقت طائرات بدون طيار وروبوتات قتالية، (كانت في الأصل جزءًا من أنظمة الدفاع الذاتي للدول)، في مهمات للقضاء على المناطق المكتظة بالسكان؛ ثم الأقل اكتظاظًا ثم الأقل.. إلى أن اندثرت البشرية كلها، واحتفل (أركيوس) بالقضاء على أعداء «الخير الأعظم»!




http://www.alriyadh.com/2065134]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]