لا يمكن أن تؤثر بفاعلية أو أن تتقدم إلى الأمام دون أن تراقب نشاط مخرجات وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية الصادرة منك وعنك، وعن قطاعك أيضاً! وهذا ما يطلق عليه بالرصد والتحليل الإعلامي، وهو أحد أهم أركان وظيفة "التواصل" في المنظمات.
يعد رصد وتحليل مواد ما ينشر ويتداول في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والمجتمع مهمة أساسية لتقييم الحضور الإعلامي للمنظمة وأثره، مما يساعد على التقويم والتحسين، والتنبؤ بالأزمات الإعلامية، وردات فعل قادة الرأي والجماهير المستهدفة، بالإضافة إلى رفع جودة التخطيط.
في السابق كانت عمليات رصد ما ينشر في وسائل الإعلام تنجز بأسلوب يدوي، يستغرق وقتاً وجهداً، عبر تجهيز الملف الصحفي، الذي يحتوي على قصاصات المواد الإعلامية التي تناولت المنظمة في الصحف والمجلات، وتوزيع الملف يومياً على قيادات المنظمة، لكن مع التطور التقني ظهرت أدوات تقنية مختلفة، تستطيع الرصد الآني لكل ما ترغب البحث عنه في فضاء الإنترنت، شاملاً منصات التواصل الاجتماعي، عبر اختيار كلمات المفتاحية والمواضيع والنطاق الجغرافي والزمني، وتوجد حالياً حلول تقنية تستطيع رصد ما ترغب مما يبث في القنوات التلفزيونية والمحطات الإذاعية، وتحويلها إلى صور ونصوص مكتوبة!
غير أن جُهد الرصد الإعلامي قد يكون بلا فائدة إذا اقتصر على مجرد جمع وتصنيف ما رصد من مواد إعلامية، ويتحول إلى توثيق للحضور والمشهد الاتصالي، لذا لا بد من "التحليل الإعلامي"، سواءً كان كمياً أو نوعياً، بواسطة العنصر البشري المؤهل، أو حتى استخدام الأدوات التقنية، التي تطورت مؤخرا بشكل لافت.
هناك العديد من مقاييس التحليل الإعلامي، ولعل أهمها هو قياس أداء وتحليل منصاتك الإعلامية، على المستوى الداخلي والخارجي، وإعداد تقارير مفصلة تحمل نتائج المؤشرات المختلفة مثل: التحليل الكمي والنوعي للمنشورات الإعلامي التقليدي، الاستماع الاجتماعي، قياس نسبة التأثير الاجتماعي (SOV)، تحليل المشاعر، معدل التفاعل (Engagement)، الوصول (Reach)، عائد الاستثمار على وسائل التواصل الاجتماعي، حجم المنشورات، مقاييس الأداء المختلفة (Performance Metrics) تحليل وسائل التواصل الاجتماعي (Social Analytics)، أيضاً مقاييس المشهد الإعلامي العام، والخاص بمجال نشاطك ومُنافسيك.
والرائع اليوم وعبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أضحى فهم التصور العام عن حضورك الإعلامي وصورتك الذهنية، وتحليل المؤشرات الاتصالية وتعليقات الجمهور أسهل وأسرع، وبالذات عبر تقنيات التعرّف على النصوص، والتعلّم الذاتي، وتحليل البيانات الضخمة، بالإضافة إلى سهولة تلخيصها وعرضها بشكل مفهوم وجذاب.
وحتى يكتمل تقرير الرصد والتحليل، يُفضل أن يحتوي على توصيات للتعامل مع نتائج التحليل، أو مقترحات لسد الفجوات واستغلال الفرص.
تجاهل الرصد والتحليل الإعلامي الدوري يجعلك كما لو كنت تقود سيارتك وأنت مُغمض العينين، حتماً لن تعرف سرعتك أو اتجاهك، والأسوأ لن تدرك تغيّرات الرحلة ومفاجآت الطريق، وهو بالضبط ما يحدث حينما تنشر موادك الاتصالية، ولا تعرف مدى انتشارها أو ردة الفعل تجاهها.




http://www.alriyadh.com/2065265]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]